فضائل الحسين عليه السلام على لسان رسول الله صلي الله عليه وآله

1 ـ ما رواه أميرالمؤمنين:
روى المتقي عن علي: «من أحب هذا ـ يعني الحسين ـ فقد أحبني»(1).
روى الهيثمي، عن علي قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله للحسين بن علي: من أحب هذا فقد أحبني»(2).
2 ـ ما رواه سلمان:
روى الخوارزمي باسناده عن سلمان المحمّدي، قال: «دخلت على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإذا الحسين على فخذه وهو يقبّل عينيه ويلثم فاه ويقول: انك سيد ابن سيد أبو سادة. انك إمام، ابن إمام، أبو أئمة. انك حجة ابن حجة أبو حجج تسعة، من صلبك تاسعهم قائمهم»(3).
3 ـ ما رواه ابن عباس:
روى الخطيب باسناده عن ابن عباس قال: «كنت عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى فخذه الايسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي، تارةً يقبّل هذا، وتارةً يقبّل هذا، إذ هبط عليه جبريل بوحي من رب العالمين. فلما سرى عنه قال: أتاني جبريل من ربي، فقال لي: يا محمّد ان ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: لست أجمعهما لك فافد أحدهما بصاحبه، فنظر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين فبكى، ثم قال: ان إبراهيم أمّه أمة، ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي، وحزنت أنا عليه وأنا أوثر حزني على حزنهما، يا جبريل تقبض إبراهيم فديته بإبراهيم، قال: فقبض بعد ثلاث، فكان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا رأى الحسين مقبلا قبّله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه، وقال: فديت من فديته بابني إبراهيم»(4).
وروى الخوارزمي باسناده عن ابن عباس قال: «حضرت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عند وفاته وهو يجود بنفسه، وقد ضم الحسين الى صدره وهو يقول: هذا من اطائب أرومتي وأبرار عترتي وخيار ذريتي، لا بارك الله فيمن لم يحفظه من بعدي. قال ابن عباس: ثم أغمي على رسول الله ساعة، ثم أفاق، فقال: يا حسين، ان لي ولقاتلك يوم القيامة مقاماً بين يدي ربي وخصومة، وقد طابت نفسي إذ جعلني الله خصماً لمن قاتلك يوم القيامة»(5).
4 ـ ما رواه أبو سعيد الخدري:
روى ابن عساكر باسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: «جاء حسين يشتد والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يصلي فالتزم عنقه، فقام النبي وأخذ بيده فلم يزل يمسكه حتى ركع»(6).
5 ـ ما رواه حذيفة بن اليمان:
روى الكنجي باسناده عن أبي ربيعة السعدي: «لما اختلف الناس في التفضيل رحّلت راحلتي وأخذت زادي وخرجت حتى دخلت المدينة، فدخلت على حذيفة بن اليمان فقال لي: ممن الرجل؟ قلت: من أهل العراق فقال لي: من أي العراق؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، قال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة قال: قلت:اختلف الناس علينا في التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك. فقال لي: على الخبير سقطت، أما اني لا أحدثك إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي، خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كأني أنظر إليه كما أنظر اليك الساعة، حاملا الحسين بن علي عليه السّلام على عاتقه، كأنّي أنظر إلى كفه الطيبة وأضعها على قدمه يلصقها إلى صدره فقال: أيها الناس لأعرفن ما اختلفتم فيه من الخيار بعدي، هذا الحسين بن علي خير الناس جدّاً وجدّة، جدّه محمّد رسول الله سيد النبيين، وجدّته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الايمان بالله ورسوله. هذا الحسين بن عليّ خير الناس أباً، وخير الناس أماً، أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول الله ووزيره وابن عمه، وسابق رجال العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله، وأمه فاطمة بنت محمّد سيدة نساء العالمين، هذا الحسين بن علي خير الناس عماً وخير الناس عمةً، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء وعمته أم هاني بنت أبي طالب، هذا الحسين بن علي خير الناس خالا وخير الناس خالةً، خاله القاسم بن محمّد رسول الله، وخالته زينب بنت محمّد، ثم وضعه عن عاتقه فدرج بين يديه وجثا ثم قال: أيها الناس هذا الحسين بن علي جده وجدّته في الجنة، وأبوه وأمه في الجنة، وعمه وعمته في الجنة، وخاله وخالته في الجنة، وهو وأخوه في الجنة، ظانه لم يؤت أحد من ذرية النبيين ما أوتي الحسين بن علي ما خلا يوسف بن يعقوب»(7).
وروى الخوارزمي باسناده عن حذيفة بن اليمان قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: اعطي الحسين من الفضل ما لم يعطه أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن»(8).
وخير الناس جدة، جده رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سيد ولد آدم، وجدته خديجة سابقة نساء العالمين إلى الايمان، وهذا الحسين بن علي خير الناس خالا وخير الناس خالةً، خاله القاسم ابن رسول الله وخالته زينب بنت رسول الله، ثم وضعه عن منكبه فدرج بين يديه، ثم قال: ايها الناس هذا الحسين بن علي جده في الجنة، وأبوه في الجنة، وأمه في الجنة، وعمه في الجنة، وعمته في الجنة، وخاله في الجنة، وخالته في الجنة، وهو في الجنة وأخوه في الجنة ثم قال: أيها الناس لم يعط أحد من ورثة الأنبياء الماضين ما اعطى الحسين بن علي خلا يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم، يا أيها الناس ان الفضل والشرف والسؤدد والمنزلة والولاية لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولذريته فلا تذهبن بكم الأباطيل»(9).
6 ـ ما رواه انس بن مالك:
روى محب الدين الطبري عن أنس: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: ان ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض من العراق، فمن أدركه منكم فلينصره»(10).
وروى الهيثمي باسناده عن أنس بن مالك: «ان ملك القطر استأذن أن يأتي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأذن له، فقال لأم سلمة: املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد قال: وجاء الحسين بن علي ليدخل فمنعته، فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى منكبه وعلى عاتقه قال: فقال الملك للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أتحبه؟ قال: نعم، قال: ان أمتك ستقتله، وان شئت أريتك المكان الذي يقتل به، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها، قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء»(11).
7 ـ ما رواه البراء بن عازب:
روى محب الدين الطبري باسناده عن البراء بن عازب، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم للحسن أو الحسين: هذا مني وأنا منه، وهذا يحرم عليه ما يحرم عليّ»(12).
8 ـ ما رواه جابر بن عبدالله:
روى محب الدين الطبري باسناده عن جابر بن عبدالله، قال: «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي. فاني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقوله. خرجه أبو حاتم، وعنه قال: من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا، سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»(13).
9 ـ ما رواه أبو هريرة:
روى البخاري باسناده عن معاوية بن أبي مزرد، عن أبيه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: «سمع أذناي هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخذ بيديه جميعاً بكفي الحسن أو الحسين صلوات الله عليهما، وقدميه على قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: إرقه قال: فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: افتح فاك، ثم قبله ثم قال: اللهم أحبه فاني أحبه»(14).
وروى ابن عساكر باسناده عن أبي هريرة قال: «كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في سوق من اسواق المدينة، فانصرف وانصرفت معه، فقال: ادع الحسين بن علي، فجاء الحسين بن علي يمشي، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده هكذا. فقال الحسين بيده هكذا فالتزمه، فقال: اللهم اني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه. قال أبو هريرة: فما كان أحد أحب الي من الحسين بن علي بعد ما قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ما قال»(15).
روى المتقي عن أبي هريرة: «اللهم اني أحبه فأحبه. يعني الحسين»(16).
روى محب الدين الطبري عنه قال: «كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه، فيهش إليه، فقال عيينة بن بدر: لا اراه يصنع هذا بهذا، فوالله انه ليكون لي الولد قد خرج وجهه وما قبّلته قط، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: من لا يرحم لا يرحم»(17).
وروى باسناده عنه قال: «كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي النبي، فكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: هن يا حسن، فقالت فاطمة: يا رسول الله لم تقول: هن يا حسن؟ فقال: ان جبريل يقول: هن يا حسين»(18).
وروى أبو داود باسناده عنه «أن الأقرع بن حابس أبصر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقبل حسيناً، فقال: ان لي عشرة من الولد، ما فعلت هذا بواحد منهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من لا يرحم لا يرحم»(19).
وروى الهيثمي باسناده عنه، قال: «كان الحسين بن علي رضي الله عنهما عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان يحبه حباً شديداً، فقال: أذهب إلى أمي، فقلت: اذهب معه، فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ»(20).
10 ـ ما رواه يعلى بن مُرّة:
روى ابن ماجة باسناده عن سعيد بن أبي راشد «أن يعلى بن مرة حدثهم أنهم خرجوا مع النبي إلى طعام دعُوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال: فتقدم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا، ويضاحكه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى أخذه، فجعل احدى يديه تحت ذقنه، والأخرى في فأس رأسه، فقبّله وقال: حسين مني وأنا من حسين(21) أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبطٌ من الأسباط»(22).
وروى ابن عساكر باسناده عن يعلى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «حسين سبطٌ من الاسباط، من أحبني فليحب حسيناً»(23).
وروى محب الدين الطبري باسناده عنه: «أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أخذ الحسين وقنع رأسه ووضع فاه على فيه فقبّله»(24).
11 ـ ما روته أم الفضل:
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن أم الفضل قالت: «دخل علي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا أرضع الحسين بن علي بلبن ابن كان يقال له: قثم، قالت فتناوله رسول الله فناولته اياه فبال عليه قالت: فأهويت بيدي إليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لا تزرمي ابني قالت: فرشه بالماء»(25).
12 ـ ما رواه سائر الصحابة:
روى ابن عساكر باسناده عن عبدالله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال: «خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين، فتقدم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم وضعه عند قدمه اليمنى فسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سجدة أطالها. قال أبي: فرفعت رأسي من بين الناس، فإذا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ساجد، وإذا الغلام راكبٌ على ظهره، فعدت فسجدت، فلما انصرف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال الناس: يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها، أفشيء أمرت به أو كان يوحى اليك؟ قال: كل ذلك لم يكن، ان ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته»(26).
وروى باسناده عن يزيد بن أبي زياد، قال: «خرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة، فسمع حسيناً يبكي، فقال لفاطمة: اى بنيّه، الم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني»(27).
روى الخوارزمي باسناده عن عبدالله، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: بي أنذرتم، ثم بعلي بن أبي طالب اهتديتم، وقرأ (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد)(28) وبالحسن أعطيتم الاحسان، وبالحسين تسعدون وبه تشقون. ألا وان الحسين باب من أبواب الجنة، من عانده حرم الله عليه رائحة الجنة»(29).
وروى محب الدين الطبري عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: «خلونا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ أقبل حسين بن علي، فجعل ينزو (أي يثب) على ظهر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى بطنه، قال: فبال فقمنا اليه، فقال: دعوه، ثم دعا بماء فصبه على بوله»(30).

(1) كنز العمّال ج12 ص125 الرقم 34312 طبع حلب.
(2) مجمع الزوائد ج9 ص185.
(3) مقتل الحسين ج1 ص146.
(4) تاريخ بغداد ج2 ص204.
(5) مقتل الحسين ج1 ص176.
(6) ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص109 رقم /147، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص 186.
(7) كفاية الطالب ص420، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق ص135 رقم 173، والحضرمي في وسيلة المآل ص362.
(8) مقتل الحسين ج1 ص148.
(9) وسيلة المآل ص362 مخطوط.
(10) ذخائر العقبى ص146.
(11) مجمع الزوائد ج9 ص187 ورواه أحمد في المسند ج3 ص242 وقد تقدّم سابقاً والحضرمي في وسيلة المآل ص364 بأسناد مختلفة.
(12) ذخائر العقبى ص133.
(13) المصدر ص129.
(14) الأدب المفرد، باب الانبساط إلى الناس ص96 رقم 249.
(15) ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق ص92 رقم 127.
(16) كنز العمال ج12 ص135، رقم 24311 طبع حلب.
(17) ذخائر العقبى ص126، ورواه السيد المرتضى في الأمالي ج1 ص532.
(18) المصدر ص134.
(19) سنن أبي داود ج2 ص645 باب قبلة الرجل ولده، مطبعة البابي الحلبي بمصر.
(20) مجمع الزوائد ج9 ص186.
(21) إذا قال عليه السّلام «علي مني وأنا من علي» أو إذا قال «حسين مني وأنا من حسين» فانما يعني شخصه الروحي الذي هو رسالة السماء الى العالم السفلي، أي أن شخصية علي وشخصية الحسين اللتين هما مصدر الصلاح في العالم، والتضحية في سبيل هذا الصلاح، هاتان الشخصيتان مشتقتان من شخصية محمّد، فهو مصدرهما وهو بشخصيته الروحية مبعث نورهما فيما قاما به من اصلاح وتضحية في سبيل هذا الاصلاح، هذا من حيث الشق الأول في كلمته الخالدة «علي منّي وأنا من علي» أو «حسين مني وأنا من حسين».
وأما الشق الثاني وهو قوله: «أنا من علي ومن حسين» فيعني بذلك أن رسالته السماوية هذه المعبر عنها بشخصيته الروحية يعترضها، وهي في طريقها الى الخلود، سلطان يحاول القضاء عليها فينقذها علي، ثم يعترضها سلطان آخر مثله فينقذها الحسين، فكأن محمّداً إذ ذاك بعثه ذلك الانقاذ ممن جديد في العالم، فالسلطان الأول الذي حاول القضاء على ناموس محمّد هو معاوية بن أبي سفيان، والسلطان الثاني هو سلطان ابنه يزيد، فكان لهما حسين وأبوه بالمرصاد في الحرص على شخصية محمّد والاحتفاظ بناموسه الأعظم، مضحّيين في سبيل هذه الشخصية بنفسيهما ابقاءً على محمّد وعلى دين محمّد، وعلى شخصية محمّد وناموس محمّد.
فمحمّد إذ ذاك بهذه الرسالة العظمى التي هي رمز وجوده وخلوده، وليد تضحية علي بنفسه في الضرب على يد معاوية، إذ حاول أن يمدها لهتك الدين في سبيل دنياه، ووليد تضحية الحسين بنفسه وأهله في قطع دابر الأمويين، وعلى رأسهم يزيد بن معاوية، إذ حاول أن يقضي على رسالة محمّد كما حاول أبوه ذلك من قبله، فعلي والحسين اذن بشخصيتهما الروحانيتين هما من محمّد، لأن هاتين الشخصيتين وليدتا فرقان محمّد وناموس محمّد ومحمّد هذا هو بشخصيته الروحانية هذه الباقية على الدهر سالمة من تواطؤ الأمويين بالقضاء عليها، هو من علي أولا، ومن الحسين أخيراً فكأني بمحمّد يريد أن يقول من وراء قوله: «حسين مني وأنا من حسين» يريد أن يقول: ان رسالة علي والحسين التي هي عين علي والحسين هي وليدة رسالتي وان رسالتي التي هي عين ذاتي وليدة رسالتهما إذ كانت رسالتهما الحرص على رسالتي ثم التضحية في سبيل الابقاء عليها من كفر الأمويين بها والعمل على تشويهها ثم التضحية في سبيل هتكها ودمارها ذلك هو المعنى اللائق بقول محمّد صلوات الله عليه: علي مني وأنا من علي، ثم قوله. «حسين مني وأنا من حسين» دين وتمدين لمحمّد علي الحوماني ـ الجزء الثاني ص218.
(22) سنن ابن ماجه ج1 المقدمة ص51 رقم 144، ورواه البخاري في الأدب المفرد ص133 برقم 364 والحاكم ج3 ص177 والسيد المرتضى في الأمالي ج1 ص219.
(23) ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ص81 رقم 113.
(24) ذخائر العقبى ص177 والحضرمي في وسيلة المآل ص361.
(25) المستدرك على الصحيحين ج3 ص180 والخوارزمي في مقتل الحسين ج1 ص144 مع فرق يسير.
(26) ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق ص105 رقم 142.
(27) المصدر ص132 رقم /170، ورواه الطبري في ذخائر العقبى ص143 والهيثمي في مجمع الزوائد ج ص201.
(28) سورة الرعد: 7.
(29) مقتل الحسين ج1 ص145.
(30) ذخائر العقبى ص132، ورواه الحضرمي في وسيلة المال ص361.

قادتنا كيف نعرفهم (الجزء الثالث) تأليف: (آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *