استفادة الوثاقة من الترحّم

استفادة الوثاقة من الترحّم
وجاء في تنقيح المقال ما نصّه:
إنّه لا يخفى عليك إمكان استفادة وثاقة الرجل، نصّوا على توثيقه أم لا، من أُمور… منها: ترحّم الإمام عليه السّلام على رجل أو ترضّيه عنه أو نحو ذلك، فإنّه لا يعقل صدور ذلك منه إلاّ بالنسبة إلى ثقة عدل. بل الترحّم والترضّي ونحوهما من المشايخ يفيد ذلك، كما لا يخفى على الفطن اللبيب(1).
أقول:
ويشهد بذلك ما جاء في كلام السيّد الخوئي ـ وهو من المتشدّدين في التوثيق، وكان بعض مشايخنا من تلامذته يتبعه في ذلك ـ من الاستدلال برواية «حسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب» ـ وهو أحد المشايخ الأربعة الرواة للزيارة كما عرفت ـ إذ قال بترجمة «محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين الملقب بـ«ديباجة» ما نصّه:
«ويدلّ على ذمّه أيضاً عدّة من الروايات:
منها: ما رواه الصّدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني… .
ومنها: ما رواه عن الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هشام…»(2).
فلولا وثاقة «الحسين بن إبراهيم» عند السيد الخوئي لما قال: «ويدلُّ…»، ولمّا كان المفروض عدم وجود التوثيق الصريح لهذا الرجل في الكتب الرجاليّة، فإنّ كونه من مشايخ الحديث والإكثار من الرواية عنه والترضّي عليه هو الدليل على وثاقته.

(1) المصدر 1 / 210.
(2) معجم رجال الحديث 16 / 175.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *