الفائدة 9: في شهرته و تواتره على ضوء كلمات أهل السنة

الفائدة 9: في شهرته و تواتره على ضوء كلمات أهل السنة
فظهر أن هذا الحديث الشريف من الأحاديث المشهورة بل المتواترة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويشهد بذلك أمور:
الأول:
تصريح سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) بأن هذا الحديث من الفضائل المشتهرة الثابتة، وقد نص القسطلاني على أن المشهور يلحق بالتواتر عند علماء الدراية.
الثاني:
تصريح الشيخ عبد الحق الدهلوي في (اللمعات) و(شرح المشكاة الفارسي) بشهرة هذا الحديث.
الثالث:
وصف الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير اليماني الصنعاني إيّاه في (الروضة الندية) بالشهرة.
الرابع:
إعتراف المولوي عبدالعزيز الدهلوي بشهرته في جواب سؤال بعضهم عن ذلك.
الخامس:
تصريح المولوي حسن الزمان في (القول المستحسن) بشهرته.
السادس:
دعوى ابن حجر المكي في (الصواعق)(1) تواتر حديث «مروا أبا بكر فليصل بالناس» بزعمه وروده عن ثمانية من الصحابة. فلو كان رواية هذا العدد مفيداً للتواتر، فإن حديث مدينة العلم ـ الذي رواه عشرة منهم ـ متواتر بالأولوية.
السابع:
دعوى ابن حزم في (المحلى) تواتر المنع عن بيع الماء، وهو غير منقول إلاّ عن أربعة من الصحابة، فإذا كان نقل الأربعة مفيداً للتواتر، فإنّ حديث مدينة العلم متواتر قطعي الصدور بالأولوية القطعية.
الثامن:
زعم ابن تيمية في (المنهاج) تواتر الحديث الموضوع «لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا» بدعوى وروده عن ابن مسعود وأبي سعيد وابن عباس وابن الزبير، وقوله ما نصه: «وهذا الحديث مستفيض بل متواتر عند أهل العلم بالحديث، فإنه قد أخرج في الصحاح من وجوه متعددة من حديث ابن مسعود وأبي سعيد وابن عباس وابن الزبير».
فيكون حديث مدينة العلم متواتراً عند أهل العلم ـ بالأولوية القطعية ـ لأنه قد أخرج من وجوه متعددة من حديث عشرة من الأصحاب وهم: أمير المؤمنين عليه السلام والامام الحسن والامام الحسين ـ عليهما السلام ـ وابن عباس وجابر وابن مسعود وحذيفة وعبد الله بن عمر وأنس وعمرو بن العاص.
التاسع:
دعوى الشيخ عبدالعزيز الدهلوي في الكلام على مطاعن عثمان تواتر الكلام المكذوب على أمير المؤمنين عليه السلام «إنما مثلي ومثل عثمان كمثل أنوار ثلاثة» بمجرّد وروده في كتب الفريقين كما زعم، حيث قال: «وهذه القصة بلغت من الشهرة والتواتر حدا حتى ذكرت في كتب الفريقين، فلا مجال لإنكارها».
فإذا كان ورود هذا الكلام الموضوع في كتب الفريقين!! دليلا على تواتره، كان تواتر حديث مدينة العلم قطعيا، لأن من المتعذر إحصاء الكتب التي ورد فيها هذا الحديث عند الفريقين.

(1) الصواعق المحرقة: 13 قال: «واعلم أن هذا الحديث متواتر، فإنه ورد من حديث عائشة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن زمعة وأبي سعيد وعلي بن أبي طالب وحفصة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *