لم يصحّ في فضل معاوية شيءٌ

لم يصحّ في فضل معاوية شيءٌ
وبصورة عامّة … هل صحّ في فضل معاوية شيء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من طريق القوم؟
لقد نصَّ غير واحد من كبار حفّاظهم المتقدّين على أنّه لم يصحّ عن رسول اللّه في فضله شيءٌ..
قال البخاري: «باب فضائل أصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله»(1)فذكرهم، حتّى إذا وصل إلى معاوية قال: «باب ذِكر معاوية»(2)..
فقال الحافظ بشرحه: «تنبيه: عبّر البخاري في هذه الترجمة بقوله: (ذِكر)، ولم يقل: (فضيلة) ولا (منقبة)»; لأنّ شيخه إسحاق بن راهويه قد نصَّ على أنّه لم يصحّ في فضائل معاوية شيء.
ثمّ أشار ابن حجر إلى قصّة النسائي وقصّة الحاكم، وذكر أنّ ابن الجوزي أورد في كتاب «الموضوعات» جملةً ممّا وُضع لمعاوية، ثمّ قال: «وأخرج ابن الجوزي ـ أيضاً ـ من طريق عبداللّه بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: ما تقول في عليّ ومعاوية؟ فأطرق ثمّ قال: اعلم أنّ عليّاً كان كثير الأعداء، ففتّش أعداؤه له عيباً فلم يجدوا، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيداً منهم لعليّ».
قال ابن حجر: «فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل ممّا لا أصل له، وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكنْ ليس فيها ما يصحّ من طريق الإسناد، وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما»(3).
وقال النسائي مستنكراً ما روي من فضائل معاوية: «أمَا يكفي معاوية أن يذهب رأساً برأس حتّى يروى له فضائل؟!»(4).
وقال ابن تيميّة: «طائفة وضعوا لمعاوية فضائل، ورووا أحاديث عن النبيّ صلّيغ اللّه عليه وسلّم في ذلك كلّها كذب»(5).
وقال العجلوني: «باب فضائل معاوية ليس فيه حديث صحيح»(6).
وقال العيني: ليس فيها حديث يصحّ من طريق الإسناد»(7).
وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: «لا يصحّ في فضل معاوية حديث»(8).

***

(1) صحيح البخاري 5 / 62.
(2) صحيح البخاري 5 / 105.
(3) فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 131 ب 28 ذ ح 3766.
(4) البداية والنهاية 1 / 104 حوادث سنة 303 هـ.
(5) منهاج السُنّة 4 / 400.
(6) كشف الخفاء 2 / 420.
(7) عمدة القاري 16 / 249 ح 254.
(8) الفوائد المجموعة: 407 ح 155، اللآلئ المصنوعة 1 / 388.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *