قضايا تؤكّد على كونهم شيعة آل أبي سفيان

قضايا تؤكّد على كونهم شيعة آل أبي سفيان
لقد صاح بهم الإمام عليه السلام بهذا الكلام لمّا قصدوا حرق الخيام ونهب ما فيها وإرعاب النساء وقتل الأطفال… وقد فعلوا كلّ ذلك..
* قال ابن الأثير: «فلمّا دنوا من الحسين وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وصاروا رجّالة كلّهم، وقاتل الحرّ بن يزيد راجلا قتالا شديداً، فقاتلوهم إلى أن انتصف النهار أشدّ قتال خلقه اللّه، لا يقدرون أن يأتوهم إلاّ من وجه واحد لاجتماع مضاربهم.
فلمّا رأى ذلك عمر أرسل رجالا يقوّضون البيوت عن أيمانهم وشمائلهم ليحيطوا بهم، فكان النفر من أصحاب الحسين الثلاثة والأربعة يتخلّلون البيوت فيقتلون الرجل وهو يقوّض وينهب، ويرمونه من قريب، أو يعقرونه، فأمر بها عمر ابن سعد فأُحرقت، فقال لهم الحسين: دعوهم فليحرقوها، فإنّهم إذا أحرقوها لا يستطيعون أن يجوزوا إليكم منها; فكان كذلك.
وخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها ، فجلست عند رأسه تمسح التراب عن وجهه وتقول: هنيئاً لك الجنّة! فأمر شمر غلاماً اسمه رستم فضرب رأسها بالعمود فشدخه، فماتت مكانها.
وحمل شمر حتّى بلغ فسطاط الحسين ونادى: علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله!
فصاحت النساء وخرجن، وصاح به الحسين: أنت تحرق بيتي على أهلي؟! أحرقك اللّه بالنار!
فقال حميد بن مسلم لشمر: إن هذا لا يصلح، تعذّب بعذاب اللّه، وتقتل الولدان والنساء، واللّه إنّ في قتل الرجال لَما يرضى به أميرك!
فلم يقبل منه، فجاءه شبث بن ربعي فنهاه فانتهى، وذهب لينصرف…»(1).
* وفي رواية الطبري: قال له شبث: «ما رأيت مقالا أسوأ من قولك، ولا موقفاً أقبح من موقفك، أمرعباً للنساء صرت؟!
قال: فأشهد أنّه استحيا فذهب لينصرف»(2).
* وفي رواية ابن الجوزي: «جاء سهم فأصاب ابناً للحسين وهو في حجره، فجعل يمسح الدم عنه وهو يقول: اللّهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا; فحمل شمر ابن ذي الجوشن حتّى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى: علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله!
فصاح النساء وخرجن من الفسطاط، وصاح به الحسين عليه السلام: حرّقك اللّه بالنار»(3).
* وقال البلاذري: «… فرشقوا الحسين وأصحابه بالنبل حتّى عقروا خيولهم، فصاروا رجّالة كلّهم، واقتتلوا نصف النهار أشدّ قتال وأبرحه، وجعلوا لا يقدرون على إتيانهم إلاّ من وجه واحد; لاجتماع أبنيتهم وتقاربها، ولمكان النار التي أوقدوها خلفهم.
وأمر عمر بتخريق أبنيتهم وبيوتهم، فأخذوا يخرقونها برماحهم وسيوفهم، وحمل شمر في الميسرة حتّى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى: علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله.
فصحن النساء وولولن وخرجن من الفسطاط، فقال الحسين: ويحك! أتدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي؟!
وقال شبث بن ربعي: يا سبحان اللّه! ما رأيت موقفاً أسوأ من موقفك، ولا قولا أقبح من قولك!
فاستحيا شمر منه»(4).
* وذكر النويري نحو ما تقدّم عن ابن الأثير(5).
ففي هذه الأخبار:
1 ـ قتلهم طفلا للإمام في حجره.
2 ـ حرقهم الخيام.
3 ـ إرعابهم النساء.
4 ـ قتلهم المرأة الكلبيّة.
5 ـ نهبهم ثَقَل الإمام عليه السلام…

(1) الكامل في التاريخ 3 / 424 ـ 425.
(2) تاريخ الطبري 3 / 326.
(3) المنتظم 4 / 155 ـ 156.
(4) أنساب الأشراف 3 / 402.
(5) نهاية الأرب في فنون الأدب: 4518.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *