السّنة

السّنة
ومن الرّوايات الواردة في هذا الموضوع:
1 ـ قال أمير المؤمنين عليه السّلام: «عباد اللّه، إحذروا يوماً تفحص فيه الأعمال، ويكثر فيه الزّلزال، وتشيب فيه الأطفال.
إعلموا عباد اللّه، أنّ عليكم رصداً من أنفسكم، وعيوناً من جوارحكم، وحفّاظ صدق يحفظون أعمالكم، وعدد أنفاسكم، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج، ولا يكنّكم منهم باب ذو رتاج، وإنّ غداً من اليوم قريب(1).
2 ـ وقال عليه السّلام: «إنّ اللّه سبحانه وتعالى لا يخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم ونهارهم، لطف به خبراً، وأحاط به علماً، أعضاؤكم شهود، وجوارحكم جنود، وضمائركم عيونه، وخلواتكم عيانه»(2).
3 ـ عن الإمام الصّادق عن جدّه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام في خطبة يصف هول يوم القيامة: «ختم على الأفواه فلا تكلّم، وقد تكلّمت الأيدي، وشهدت الأرجل، ونطقت الجلود بما عملوا، فلا يكتمون اللّه حديثاً».(3)
4 ـ وعن الإمام الباقر عليه السّلام في حديث طويل: «وليست تشهد الجوارح على مؤمن، إنّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب. فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه…»(4).
5 ـ وقال الإمام الصّادق عليه السّلام فيما رواه عنه معاوية بن وهب: «إذا تاب العبد توبةً نصوحاً(5) أحبّه اللّه فستر عليه في الدّنيا والآخرة فقلت: وكيف يستر عليه؟
قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذّنوب، ويوحي إلى جوارحه: أكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض: أكتمي ما كان يعمل عليك من الذّنوب، فيلقى اللّه حين يلقاه، وليس شيءٌ يشهد عليه بشيء من الذّنوب».(6)
6 ـ وروى القمّي رحمه اللّه في تفسير الآية: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْديهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)(7).
إذا جمع اللّه الخلق يوم القيامة، دفع إلى كلّ إنسان كتابه فينظرون فيه، فينكرون أنّهم عملوا من ذلك شيئاً، فيشهد عليهم الملائكة فيقولون: يا ربّ ملائكتك يشهدون لك، ثمّ يحلفون أنّهم لم يعملوا من ذلك شيئاً، وهو قوله: يوم يبعثهم اللّه جميعاً، فيحلفون له كما يحلفون لكم. فإذا فعلوا ذلك ختم على ألسنتهم وينطق جوارحهم بما كانوا يكسبون(8).

(1) نهج البلاغة 2 / 316 في خطبة يحثّ على التّقوى، والبحار 74 / 431.
(2) نفس المصدر 2 / 432 من كلام له عليه السّلام في تنزّهه عن الغدر وإن قدر عليه، والبحار 70 / 364، الرّقم 96. وورد فيه: أعضاؤكم شهوده وجوارحكم جنوده.
(3) البحار 7 / 313، الرّقم 6 عن تفسير العياشي 1 / 242، الرّقم 133.
(4) الكافي 2 / 32، والبحار 7 / 318، الرّقم 14 عنه.
(5) سيأتي معنى التّوبة النّصوح في المبحث الخامس إن شاء اللّه.
(6) الكافي 2 / 430 ـ 431، الرّقم 1، ووسائل الشيعة 16 / 71، الرّقم 1، والبحار 7 / 317 ـ 318، الرّقم 12، نقلاً عن الكافي وفي شرح الكافي للمولى الصالح المازندراني 10 / 168 قال ره: المراد بكتمان الجوارح وبقاع الأرض ذنوبه إمّا نسيانهما كما في الملكين، أو عدم الشّهادة بها، والأوّل أظهر… .
(7) سورة يس، الآية: 65.
(8) تفسير القمّي 2 / 216، والبحار 7 / 312، الرّقم 3.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *