كلمة المركز

بسم اللّه الرحمن الرحيم

كلمة المركز
نظراً للحاجة الماسّة والضرورة الملحّة لنشر العقائد الحقّة والتعريف بالفكر الشيعي، بالبراهين العقليّة المتقنة والأدلّة النقلية من الكتاب والسنّة، من أجل ترسيخها في أذهان المؤمنين، ودفع الشبهات المثارة حولها من قبل المخالفين، فقد بادر (مركز الحقائق الاسلامية) بإخراج سلسلة علمية ـ عقائدية، متنوّعة، تميّزت بجامعيتها بين العمق في النظر والقوّة في الاستدلال والوضوح في البيان، تحت عنوان (إعرف الحق تعرف أهله)، وهي من بحوث سماحة الفقيه المحقق آية اللّه الحاج السيد علي الحسيني الميلاني (دام ظلّه)، آملين أن نكون قد قمنا ببعض الواجب الملقى على عواتقنا في هذه الأيام التي كثرت فيها الشبهات وازدادت الانحرافات، سائلين اللّه U أن يسدّد خطانا على نهج الكتاب والعترة الطاهرة كما أوصى الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، والحمد للّه رب العالمين.
مركز الحقائق الاسلامية

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين من الأوّلين والآخرين.
وبعد:
فقد ذكرت في بعض بحوثي بعد حديث: إنّ كلّ حديث جاء في مناقب الخلفاء، وذُكِرَت فيه أساميهم على الترتيب فهو حديث موضوع بلا ريب… فطلب منّي بعض القرّاء الأفاضل إثبات ذلك عن طريق التحقيق في أسانيد عدّة من الأحاديث ـ من هذا القبيل ـ المخرّجة في الصحاح والكتب المعتبرة… .
فكانت هذه الرسالة.
ثمّ ظهر لي أنّ الحكم بالوضع لا يختصّ بأخبار أبواب المناقب، بل أكاد أقطع بأنّ كلّ حديث كان كذلك في مطلق الأبواب فهو موضوع، حتّى الّتي جاء فيها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان… خرجت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان… أين أبو بكر وعمر وعثمان… .
وقد يكون فيها ذكر «عليّ» بعدهم وقد لا يكون، ولربّما جاء اسمه مقدّماً على «عثمان» لكنّهما متى ذُكرا فهما مؤخَّران عن أبي بكر وعمر…!
ومن الطريف أنّي وجدت حديثاً قد وضع فيه الكذّابون هذا المعنى عن لسان أميرالمؤمنين عليه السلام، ليكون إقراراً منه بذلك، فلا يبقى لأحد اعتراض عليه!!
أخرج البخاري، قال: حدّثني الوليد بن صالح، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكّي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما…».
وأخرج مسلم، قال: «حدّثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وأبو الربيع العتكي وأبو كريب محمّد بن العلاء ـ واللّفظ لأبي كريب ـ قال أبو الربيع: حدّثنا، وقال الآخران: أخبرنا ابن المبارك، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عبّاس يقول:
وُضع عمر بن الخطّاب على سريره، فتكنّفه الناس يدعون ويثنون ويصلّون عليه قبل أن يُرفع ـ وأنا فيهم ـ قال: فلم يرعني إلاّ برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفتُّ إليه فإذا هو عليّ، فترحّم على عمر وقال: ما خلّفت أحداً أحبّ إليَّ أن ألقى اللّه بمثل عمله منك، وأيم اللّه إن كنتُ لأظنّ أن يجعلك اللّه مع صاحبَيك، وذاك أنّي كنت أُكثّر أسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فإن كنتُ لأرجو ـ أو لأظنّ ـ أن يجعلك اللّه معهما»(1).
وكذا أخرجه غيرهما، كابن ماجة، فرواه بإسناده عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاس.
لكنّه حديث موضوع على أميرالمؤمنين عليه السّلام، لأنّ مداره على «ابن أبي مليكة» هذا الرجل الذي يعدّ من كبار النواصب المبغضين له ولأهل البيت عليهم السلام، حتى كان قاضي عبداللّه بن الزبير ومؤذّنه(2).
ومن الضروري التنبيه على أنا لو استدللنا في بحوثنا بحديث من هذا القبيل، فإنما هو من باب الإلزام… .
واللّه أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفّقنا لتحقيق الحقّ واتّباعه، إنّه هو البرّ الرحيم.

(1) صحيح البخاري 3 / 1345 كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي لو كنت متخذاً خليلا رقم 3474، صحيح مسلم 5 / 12 كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عمر رقم 2389.
(2) تهذيب التهذيب 5 / 272.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *