4 ـ ترجمة حرب بن حسن الطحّان

4 ـ ترجمة حرب بن حسن الطحّان:
وهذا الرجل لم يتعرّض له بالتضعيف، ولم ينقل كلاماً فيه إلاّ الهيثمي، ولكنّه مع ذلك نصَّ على أنّه «وثّق» ولم يذكر المضعِّف ولا وجه التضعيف.
وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه فقال: شيخ»(1).
وقال ابن حجر: «حرب بن الحسن الطحّان. ليس حديثه بذاك. قاله الأزدي. انتهى.
وذكره ابن حبّان في الثقات.
وقال ابن النجاشي: عامّي الرواية. أي شيعي قريب الأمر. له كتاب.
روى عنه: يحيى بن زكريّا اللؤلؤي»(2).
أقول:
لكن لا يلتفت إلى قول الأزدي، كما نصَّ عليه الذهبي، حيث قال: «لا يلتفت إلى قول الأزدي، فإنّ في لسانه في الجرح رهقاً»(3).
أقول:
تتمّة:
فيها مطلبان:
الأوّل: قال الذهبي معقّباً ـ على حديث خطبة الإمام الحسن عليه السلام، الذي أخرجه الحاكم عن أبناء أئمّة أهل البيت والذرّيّة الطاهرة ـ: «ليس بصحيح»!(4).
ولمّا كان هذا القدح مجملا ومبهماً، فإنّه لا يُعبأ به… وأظنّ أنّه من جهة المتن والمعنى لا السند، وعذر الذهبي في قدحه في مناقب آل البيت عليهم السلام معلوم!!
والثاني: قال ابن عساكر ـ بعد أن أخرج من طريق الطبراني حديث أبي أُمامة الباهلي ـ: «هذا حديث منكر، وقد وقع إليّ جزء ابن عبّاد بعلوّ، وليس هذا الحديث فيه»(5).
وهذا الحديث بهذا اللفظ رواه عن طريق الطبراني الحافظ أبو عبدالله الكنجي، قال: «هذا حديث حسن عال، رواه الطبراني في معجمه كما أخرجناه سواء، ورواه محدّث الشام في كتابه بطرق شتّى»(6) والحافظ ابن حجر(7). ورواه لا عن طريق الطبراني: الحاكم الحسكاني النيسابوري(8).
أمّا عدم وجوده في الجزء الذي وقع إلى ابن عساكر من حديث طالوت بن عبّاد، فغير مضرّ كما هو واضح.
وأمّا نكارة الحديث ففي أيّ فقرة منه؟! أفي حديث الشجرة؟! أو في قوله صلّى الله عليه وسلّم: «لو أنّ عبداً…»؟! أو في تلاوة آية المودّة في هذا الموضع؟!
أمّا حديث الشجرة، فقد رواه من أئمّة الحديث كثيرون(9)وإليه أشار أمير المؤمنين(10) ولم يقل أحد بنكارته.
وأمّا تلاوته الآية هنا، فقد عرفت أنّها نازلة في عليٍّ وفاطمة وابنيهما.
بقي قوله: «ولو أنّ عبداً…» وأظنّه يريد هذا، وهو كلام جليل، ومعناه دقيق، وخلاصة بيانه أنّ الحبّ هو وسيلة الاتّباع والقرب، والعمل بلا درك حبّ النبيّ وآله صلّى الله عليه وآله وسلّم غير مقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، وكلّ عمل لا تقرّب فيه إليه فهو باطل، وصاحبه من أهل النار وبئس القرار.
هذا إذا أخذنا الكلام على ظاهره.
وأمّا إذا كان كنايةً عن البغض، فالأمر أوضح، لأنّ بغض النبيّ وأهل بيته مبعّد عن الله عزّوجلّ، ولا ينفع معه عمل…
اللّهمّ اجعلنا من المحبّين للنبيّ وآله، ومن المتقرّبين بهم إليك.

(1) الجرح والتعديل 3/252.
(2) لسان الميزان 2/184.
(3) ميزان الاعتدال 1/61.
(4) تلخيص المستدرك 3/172.
(5) تاريخ دمشق، ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام 1/133.
(6) كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب: 317.
(7) لسان الميزان 4/434.
(8) شواهد التنزيل 2/141.
(9) راجع الجزء الخامس من كتابنا الكبير (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار) ففيه روايات أنهما مخلوقان من نور واحد، ومن شجرة واحدة.
(10) نهج البلاغة: 162.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *