.. وأدخلوا ابن… …آية الله السيد علي الحسيني الميلاني (دام ظله) السلام عليكم جاء في ذكرى استشهاد الإمام علي (عَلَيْهِ السَّلامُ): … وأدخلوا ابن ملجم إلى أمير المؤمنين (عَلَيْهِ السَّلامُ) فقال: أطيبوا طعامه، وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا وليُّ دمي، إمّا عفواً وإما قصاصًا، وإنْ أمتْ فألحقوه بي ضربةً بضربةٍ ولا تعتدوا إنّ الله لا يحب المعتدين. يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضًا تقولون قُتِلَ أميرُ المؤمنين، لا يُقتلنَّ فيَّ إلا قاتلي، أنظروا إذا أنا مِتُّ من ضربتِه هذهِ فاضربوه ضربةً بضربةٍ، ولا يُمَثَّلْ بالرجل، فإني سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور. ما أجمل هذا الكلام وما أحلى هذا الخطاب فقد نهى عليّ (عَلَيْهِ السَّلامُ) أن يرفع أبناؤه شعار (يا لثارات عليٍّ) وأنْ يتسببوا في قتل المسلمين تحت هذا الشعار كما فعل معاوية بن أبي سفيان وأشياعه الذين رفعوا شعار (يا لثارات عثمان) فأُزْهِقَت الأرواحُ وَسُفِكَت الدماء. وقد امتثل الإمامان الحسنان (عَلَيْهِما السَّلامُ) لهذا الأمر فلم يرفع أحدهما شعار طلب الثأر والإمام الحسين في حركته لم يرفع شعار طلب الثأر بل رفع شعار (خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي …) بل إنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ لم يرفع قطّ شعار طلب الثأر في حروبه وغزواته فكيف تقولون بعد ذلك أنّ المصلحَ الأعظم والمهديّ المكَرم (عَلَيْهِ السَّلامُ) إذا خرج سيرفع شعار (يا لثارات الحسين) وكيف ذلك هو صاحب الحركة الإصلاحية الكبرى التي تعمّ أرجاء المعمورة بالبركات لتتجاوزها إلى السماوات السبع والأرضين السبع؟ وأيّ عاقل سيقبل منه هذا الشّعار وهو شعار الجاهلية ومصداق العصبيّة القبلية وعنوان الحميّة الجاهلية قال تعالى: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا. فإن قلتم أنَّ المقصودَ من (يا لثارات الحسين) أي يا لأهداف الحسين ومبادئه وقيمه … قلنا: فلماذا تستخدمون شعارًا يُفهَمُ منه الانتقام وأنتم تريدون غيره؟!! ولِمَ لا تقولون: (يا لثارات أهداف الحسين)، كلا ولكن هذا الجواب مجرد تبرير إنّ سلامة القصد لا تبرر الخطأ في الشعار وأيّ عاقل يفعل ذلك فضلا عن سيّد العقلاء؟! وإنَّ من الحماقة بمكان أن ترفع شعارًا مَفادُه شيء وأنت تريدُ شيئًا آخر. والذي اراه أنَّ الإمام المهدي (عَلَيْهِ السَّلامُ) لن يرفع شعار (يا لثارات الحسين)؛ لأنه غير منطقي وغير إسلامي وغير منسجم مع الحركات الإصلاحية ومخالف للسيرة العقلائية التي انتهجها كلٌ من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ وعليٌّ والحسن والحسين (عَلَيْهِم السَّلامُ) وعليه فإنَّ الدعاء للتوفيق للطلب بهذا الثأر خطأ وحرام وغير مستجاب لأنه دعاء للتوفيق للمعصية؛ لأنه من الخطأ القيام بهذا العمل مع التمكّن منه ومن المعلوم حُرمة شن الحروب للطلب بالثأر بل يُقتَصُّ من القاتل بالطرق القانونيّة وبذلك تسقط الزيارات والأدعية المتضمّنة لأخذ الثأر. ثم كيف لنا أن نُصدِّقَ بهذا الحديث: عن أبي جعفر (عَلَيْهِ السَّلامُ) في قوله: (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) قال: هو الحسين بن علي (عَلَيْهِ السَّلامُ) قُتل مظلوماً ونحن أولياؤه والقائم (عَلَيْهِ السَّلامُ) منا إذا قام طلب بثأر الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل. قال: المسمى المقتول الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ)، ووليه القائم (عَلَيْهِ السَّلامُ)، والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله … وقال: نزلت في الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ)، لو قتل وليه أهل الأرض (به) ما كان مسرفاً ووليه القائم (عَلَيْهِ السَّلامُ) … أليسَ هذا من الغلو في أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ)؟!! وكيف لنا بعد هذا أن نصدِّق بما ورد في زيارة عاشوراء: فَأَسْأَلُ اللهَ الّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَكْرَمَنِي بِكَ، أنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. وهذا يعني أنَّ الأئمة المعصومين الطيبين الطاهرين يعيشون حالة الترقب للانتقام وطلب الثأر لا من المجرمين الذين قتلوا الحسين واقعًا ولكن من الأجيال التالية التي لا ذنب لها؟! فأين هذا كله من أخلاق الإسلام وتعاليم القرآن ومن وصيّة أمير المؤمنين (عَلَيْهِ السَّلامُ)؟! ولو كانوا في دعائهم يريدون تحقيق أهداف الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ) لقالوا بدل ذلك: فَأَسْأَلُ اللهَ الّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَكْرَمَنِي بِكَ، أنْ يَرْزُقَنِي طَلبَ الإصْلاحِ في أمّةِ جَدّك مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. (وهذا هو الشِّعار الذي رفع لواءَه سيّد شباب أهل الجنة). والذي أراه أنّ هذه الفِقْرة من الزيارة موضوعة مكذوبة وربما الزيارة كلها، وأنَّ الكاذبَ الواضعَ لها لم يكن في عقله وروحه يعيش أهداف الحسين (عَلَيْهِ السَّلامُ)، بل كان يعيش العَصبية القَبليّة والحمية الجاهلية ثمَّ نسبَ ذلك إلى أهل البيت (عَلَيْهِم السَّلامُ) بجهْلهِ ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ العَليِّ العَظيْم.

بسمه تعالى
السلام عليكم
ارجو منك أنْ تضبط أعصابك وتستمع إلى ما أقول فإنْ كان حقّاً فاقبل وإلاّ فتكلَّم لا بتشنّج:
أولاً: الإمام الحسين عليه السّلام قتل مظلوماً، ولم يؤخذ بدمه إلى الآن.
وثانياً: الإمام المهدي وليُّ دمه، ولم يعفُ عن القاتلين والراضين بقتله.
وثالثاً: يقول تعالى: (ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً…).
فماذا تقول أنت؟
8242
تم طرحه بواسطة: mohammed ali mohamme

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *