كلمة سماحة آية الله الحاج السيد علي الحسيني الميلاني (دام ظله الوارف) بمناسبة الأربعين الحسيني 1440 هـ

زيارة كربلاء في الأربعين تعتبر الآن من الشعائر.
هذه المسيرة الراجلة إلى كربلاء وإقامة هذه المراسم بهذه الصورة من أجلى صور تقوية المذهب.
إنها تبليغ وترويج للمذهب وتقوية للمذهب، وكلما كان يساهم في تقوية المذهب فيجب العمل به والحفاظ عليه، وهذه الأربعينية هي كذلك.
مراسم الأربعين تعتبر عزّاً للتشيّع في أنظار العالم أجمع سواء الأنصار والأعداء، وإنّ الأعداء منذ القديم حاربوا جميع شعائر الإمام الحسين عليه السلام، وبفضل الله قد حالفهم الفشل دوماً، لأن الله تعالى هو الضامن لهذا النور ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره.
في خصوص الأربعين تتعالى بعض الأصوات هنا وهناك، لماذا كل هذا الإنفاق؟ ماذا يصنع الفقراء؟ كيف هو حال الأيتام؟
بدلاً من كل هذه المصاريف، اعتنوا بالفقراء والأيتام.
لا يبدو كلاماً سيئاً بحسب الظاهر، ولكن خلفه أهداف أخرى.
أرأيتم في معركة صفين كيف رفعوا القرآن على الرّماح؟ هل هناك من يعادي القرآن؟ هل كان القرآن شيئاً غير أمير المؤمنين؟ فلماذا رفعوا القرآن إذن؟
قال الإمام: هذه كلمة حق يُراد بها باطل…
هذه من أساليب العداء، على الشيعة أن يكونوا في يقظة وانتباه كامل لكي يتمكّنوا من إحياء هذه المراسيم بصورة أشمل وأفضل وأنقى وبإخلاص أكبر ومعنويات أكثر، فإنّ ذلك يُسعد أرواح الأئمة الأطهار عليهم السلام.
وهذا سبب لرفعة رأس الشيعة ويفقأ عين العدو ويكون وسيلة لإغاضتهم وحيرتهم.
يجب التقيّد بالمسائل الشرعية والأخلاقية وملاحظة الآداب والأعراف، فالالتزام بهذه الأمور يجعل الزيارة نورانية أكثر ويزيد فيها معنوياً.
على الناس التوجه إلى أمير المؤمنين عليه السلام وسيد الشهداء عليه السلام وإلى مولانا ولي العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
إمام الزمان عليه السلام يشاهد ويرعىٰ هذه المراسم، كل حركاتنا هي تحت أنظار المولى.
كلما أقمنا المراسم بصورك أفضل كان ذلك موجباً لسرور المولى ودعائه لنا، علينا الاهتمام بجلب رضا المولى وأن لا نغفل عنه.
يرانا الإمام في كل لحظة ويشرف علينا وعلى أعمالنا، بإذن الله له الإحاطة الكاملة بجميع أمور العالم، والمولى يشاهد مراسم الأربعين، فلذا يجب أن نراقب أنفسنا.
حينما تركب السيارة وتقترب من تقاطع بأربعة طرق، تنظر إلى الإشارة المرورية فإن كانت حمراء تتوقف لوجود كاميرا تصوّرك وتسجّل عليك مخالفة.
ينبغي علينا أن نعرف بأن إمام الزمان عليه السلام يشاهدنا كل لحظة وأقرب من الكاميرا، وعندئذ ستتحسّن أفعالنا أيضاً.
وظيفتنا توجيه الناس بهذه المسائل وتوعيتهم كي يراقبوا أنفسهم أكثر ويلاحظوا كل حرمة وقول وفعل يقومون به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *