الدليل الثالث

(3)
لقد روى أبو داود في سننه بسنده عن عبدالله بن زمعة قال:
لما استعز(1) برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا عنده في نفر من المسلمين، دعاه بلال إلى الصلاة، فقال: مروا من يصلي بالناس، فخرج عبدالله بن زمعة فإذا عمر في الناس ـ وكان أبو بكر غائباً ـ فقلت: يا عمر قم فصلّ بالناس، فتقدّم فكبّر، فلما سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صوته ـ وكان عمر رجلاً مجهراً ـ قال: فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون. فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلّى عمر تلك الصلاة فصلّى بالناس»(2).
رواه أبو داود بسند جيد(3) وقد جاء فيه: «مروا من يصلّي بالناس . . . وكان أبو بكر غائباً» وإن عمر صلّى بالناس بتعيين عبدالله ابن زمعة، لأن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «مروا من يصلّي» وحينئذ، فما معنى قوله: «فلما سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صوته . . . قال: فأين أبو بكر؟» ولماذا «يأبى الله ذلك والمسلمون؟» وإذا كان كذلك، فلماذا خرج صلّى الله عليه وآله وسلّم مريضاً معتمداً على رجلين فصلّى بالناس تلك الصلاة؟

(1) أي: اشتدّ مرضه.
(2) سنن أبي داود 2 / 405.
(3) قاله الحافظ العراقي في المغني في الاسفار ط على هامش احياء العلوم 4 / 456.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *