أوّل من قاس إبليس

أوّل من قاس إبليس
قال الشعراني في كتاب (لواقح الأنوار) بترجمة الإمام أبي عبدالله جعفر ابن محمّد الصادق عليه السلام:
«ودخل عليه أبو حنيفة فقال له: يا أبا حنيفة، بلغني أنّك تقيس، لا تفعل، فإنّ أوّل من قاس إبليس»(1).
وقال الفخر الرازي في (مناقب الشافعي):
«والعجب أنّ أبا حنيفة رحمة الله عليه كان تعويله على القياس، وخصومه كانوا يذمّونه بسبب كثرة القياسات. ونقل أنّ جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام أورد عليه الدلائل الكثيرة في إبطال القياس، ثمّ إنّه رحمه الله مع أنه أفنى عمره في العمل بالقياس، وكان ممتحناً فيما بين الناس بهذا السبب، لم ينقل عنه ولا عن أحد من أصحابه أنّه صنّف في إثبات القياس ورقةً، ولا أنّه ذكر في تقريره شبهة فضلاً عن حجّة، ولا أنّه أجاب عن دليل لخصومه في إنكار القياس»(2).
وقال شاه ولي الله الدهلوي في (الإنصاف):
«عن ابن سيرين قال: أوّل من قاس إبليس، وما عبدت الشمس والقمر إلاّ بالمقاييس.
وعن الحسن أنّه تلا هذه الآية: (خلقتني من نار وخلقته من طين)وقال: قاس إبليس وهو أوّل من قاس.
وعن الشعبي قال: والله لئن أخذتم بالمقاييس لتحرمنَّ الحلال ولتحلنّ الحرام»(3).
وقال السيوطي في (الدر المنثور):
«أخرج أبو نعيم في الحلية والديلمي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أوّل من قاس أمر الدين برأيه إبليس، قال الله له: اُسجد لآدم، فقال: (أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين) قال جعفر: فمن قاس أمر الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنّه تبعه بالقياس»(4).
وفي (كتاب الوسائل إلى مسامرة الأوائل):
«وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال: أوّل من قاس إبليس، وما عبدت الشمس والقمر إلاّ بالمقاييس»(5).
وروى المتقي في (كنز العمال):
«من قال في الدين برأيه فقد اتّهمني. أبو نعيم عن جابر.
لا تقيسوا الدين فإنّ الدين لا يقاس، وأوّل من قاس إبليس. الديلمي عن علي»(6).
وفيه:
«تعمل هذه الاُمّة برهة بكتاب الله، ثمّ تعمل برهة بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ تعمل بالرأي، فإذا عملوا بالرأي فقد ضلّوا وأضلّوا. عن أبي هريرة»(7).

(1) لواقح الانوار في طبقات الأخيار ـ ترجمة الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام.
(2) مناقب الإمام الشافعي: 158.
(3) حجة الله البالغة 1: 121.
(4) الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3: 425 والآية في سورة الأعراف: 12.
(5) الوسائل إلى مسامرة الأوائل: 116.
(6) كنز العمال 1: 208/1048 ـ 1049.
(7) كنز العمال 1: 180/915.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *