موسى النخعي

موسى النخعي
في رواية الصدوق في (العيون): «موسى بن عمران النخعي».
وفي روايته في (الفقيه): «محمّد بن عبدالله النخعي».
إنّه لمّا كانت الرواية واحدة، والسند من قبل وبعد واحداً، فالرجل واحدٌ ولا تعدّد.
فيحتمل وقوع التصحيف من النسّاخ بأن كتبوا «عمران» بدلاً عن «عبدالله» ويشهد بذلك رواية الشيخ الطّوسي الزيارة الجامعة عن الصّدوق وفيها: «موسى ابن عبدالله»، حيث قال:
روى محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى والحسين بن إبراهيم بن أحمد الكاتب قالا: حدثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي عن محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا موسى بن عبدالله النخعي قال قلت لعلي بن محمّد: علّمني يا ابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً…(1).
ويحتمل أنْ يكون «موسى» في نسخة «الفقيه» منسوباً إلى جدّه «عبدالله» فتكون النسختان صحيحتين، والرجل واحد.
وللنسبة إلى الجدّ في الكتب الروائيّة نظائر كثيرة، بل قد نجد الرجل الواحد يذكر تارةً باسمه واسم أبيه، واخرى باسمه ولقبه، وثالثةً باسمه وكنية أبيه، ورابعة باسمه واسم جدّه… .
وثاقة موسى النخعي
ثم إنّ هذا الرجل من مشاهير رجال الحديث، فقد وردت الرواية عنه في مختلف كتب أصحابنا في التفسير والفقه والحديث، أمثال:
تفسير علي بن إبراهيم القمي
ومن لا يحضره الفقيه.
وتهذيب الأحكام
والاستبصار
وكتاب التوحيد
وعلل الشرائع
ومعاني الأخبار
وكمال الدين
وغيرها من الكتب المعتمدة لدى الطائفة… .
فهذا أمر.
الأمر الثاني:
إنّه من رجال كتاب (كامل الزيارات) وقد قال الشيخ ابن قولويه في ديباجته:
وجمعته عن الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين من أحاديثهم… ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته، ولا أخرجت فيه حديثاً روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عند المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم، وسمّيته كتاب كامل الزيارات…(2).
ولهذا، فقد قال السيد الخوئي بوثاقة جميع رواة الكتاب، وعلى هذا الأساس حكم بصحّة كثير من الأخبار وأفتى على طبقها في الفقه. لكنّه عدل عن ذلك أخيراً وخصّ التوثيق بالمشايخ الذين يروي عنهم ابن قولويه مباشرةً.
فبناءً على عموم التوثيق، يكون «موسى النخعي» من الثقات، لكونه من رجال كتاب كامل الزيارات.
الأمر الثالث:
اعتماد الشيخ الصّدوق عليه في كتاب من لا يحضره الفقيه على ما ذكرناه سابقاً.
مضافاً إلى قوله في كتاب الوصيّة من الفقيه بعد نقل بعض الأخبار:
«وقد أخرجت الأخبار المسندة الصحيحة في هذا المعنى في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة)»(3).
ومن جملة رواة تلك الأخبار هو «موسى بن عمران النخعي».
الأمر الرابع:
اعتماد الشيخ عماد الدين الطبري(4) عليه، فإنه قال في مقدمة كتاب (بشارة المصطفى):
«ولا أذكر فيه إلاّ المسند من الأخبار عن المشايخ الكبار وثقات الأخيار…»(5).
ومن رواته هو «موسى بن عمران النخعي».
الأمر الخامس:
قال الشيخ ابن المشهدي(6) في مقدمة كتابه (المزار):
«فإني قد جمعت في كتابي هذا من فنون زيارات للمشاهد المشرفات… وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمّات، ممّا اتّصلت به من ثقات الرواة إلى السادات(7).
و«موسى النخعي» من جملة الرواة فيه.
الأمر السادس:
إن هذا الرجل من رجال تفسير علي بن إبراهيم القمي(8)، وقد نصّ على وثاقة رجاله في أول الكتاب.
الأمر السابع:
جاء في تنقيح المقال، بعد أن ذكر أنه الراوي للزيارة الجامعة:
«وفي روايته لها دلالة واضحة على كونه إماميّاً صحيح الاعتقاد، بل في تلقين مولانا الهادي عليه السّلام شهادة على كون الرجل من الحسان مقبول الرواية لهم، وعدم ذكره في كتب الرجال غير قادح فيه(9).
الأمر الثامن:
قال السيد الخوئي في رجاله ما نصّه:
12847 ـ موسى بن عمران:
روى عن الحسين بن يزيد، وروى عنه موسى بن عمران. تفسير القمّي: سورة النحل، في تفسير قوله تعالى: (أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ).
وروى عن الحسين بن يزيد النوفلي، وروى عنه محمّد بن أبي عبدالله. الكافي: الجزء 4، كتاب الحجّ 3، باب استطاعة الحجّ 30، الحديث 5.
ثمّ إنّه روى الكليني، عن محمّد بن أبي عبدالله، عن موسى بن عمران، عن عمّه الحسين بن عيسى بن عبدالله، عن علي بن جعفر. الروضة: الحديث 141.
كذا في المرآة أيضاً، والظاهر أنّ فيه تحريفاً، فإنّ الحسين بن عيسى بن عبدالله لا يكون عمّاً لموسى بن عمران، بل عمّه الحسين بن يزيد بقرينة سائر الروايات، والصحيح: موسى بن عمران، عن عمّه الحسين، عن عيسى بن عبدالله، والله العالم.
أقول: هذا متحد مع من بعده.
12848 ـ موسى بن عمران النخعى:
روى عن الحسين بن يزيد، وروى عنه محمّد بن أبي عبدالله الكوفي. كامل الزيارات: الباب (9)، في الدلالة على قبر أمير المؤمنين عليه السّلام، الحديث 7.
وروى عن الحسين بن يزيد عمّه، وروى عنه محمّد بن أبي عبدالله الأسدي. مشيخة الفقيه: في طريقه إلى يحيى بن عبّاد المكّي.
وروى عنه محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، الفقيه: الجزء 4، باب الوصيّة من لدن آدم عليه السّلام، الحديث 457، وباب نوادر المواريث، الحديث 817 .
وروى عن الحسين بن يزيد النوفلي عمّه، وروى عنه محمّد بن جعفر الأسدي أبو الحسين. الفقيه: الجزء 3، باب الرهن، الحديث 909.
وروى عنه محمّد بن أبي عبدالله الكوفي. مشيخة الفقيه: في طريقه إلى ما كان فيه من حديث سليمان بن داود عليهما السّلام…»(10).

(1) تهذيب الأحكام 6 / 95.
(2) كامل الزيارات: 37.
(3) من لا يحضره الفقيه 4 / 180.
(4) هو: من علماء الإمامية في القرن السادس.
(5) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 18.
(6) هو: الشيخ أبو عبدالله محمّد بن جعفر بن علي المشهدي الحائري.
(7) كتاب المزار: 27.
(8) تفسير القمي 2 / 342.
(9) تنقيح المقال 3 / 257.
(10) معجم رجال الحديث 20 / 66 و 67.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *