تكذيب ابن تيمية و الردّ عليه

الشرح:
قال ابن تيميّة: إن هذه قصّة لم يذكر لها إسناداً ولا يعرف صحّتها ولا أعلم أحداً من أهل العلم ذكرها، ولا تعرف عن عمر وعلي، ولكن هي معروفة عن سليمان بن داود صلّى اللّه عليه وآله، وقد ثبت ذلك في الصحيحين عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم من حديث أبي هريرة… .
فإن كان بعض الصحابة علي أو غيره، سمعوها من النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كما سمعها أبو هريرة أو سمعوها من أبي هريرة، فهذا غير مستبعد…(1).
أقول:
فانظر كيف يحاول التقليل من أهميّة علم أمير المؤمنين؟ وكيف يريد الدفاع عن عمر؟
أوّلاً: لقد نقل هذه القصة قبل العلاّمة وابن تيمية غير واحد من كبار «أهل العلم» كالشيخ المفيد البغدادي المتوفى سنة 413(2) وابن شهرآشوب السروي المتوفى سنة 588(3)، اللهم إلا أن ينكر كون هؤلاء من أهل العلم لتشيّعهم!
وثانياً: جاء في آخر الرواية عند أصحابنا: «وهذا حكم سليمان في صغره».
وثالثاً: وجود القصّة في الصحيحين عن سليمان عليه السلام لا يضرّ باستدلال أصحابنا بها على جهل عمر، بل يقويّه، لأنه يدلّ على أعلمية أبي هريرة أيضاً من عمر ومن سائر الصحابة الذين كانوا عنده!

(1) منهاج السنّة 6 / 92 ـ 93.
(2) الإرشاد إلى معرفة حجج اللّه على العباد 1 / 205.
(3) مناقب آل أبي طالب 2 / 188.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *