الموردالأول: ما قاله عند احتضاره، و علي عليه السلام يقول: متى ألقاها

ما رووه عن عمر بن الخطاب
المورد الأول
قال قدس سره: ومنها: ما رووه عن عمر.
روى أبو نعيم الحافظ في كتاب حلية الأولياء: انه لما احتضر قال…. وقال لابن عباس عند احتضاره: لو أن لي ملء الأرض… .
فلينظر المنصف العاقل قول الرجلين عند احتضارهما. وقول علي عليه السلام: متى ألقاها.
الشرح:
نعم، لقد تمنّى أبو بكر ما تمنّى عند احتضاره، وكلّ واحد من الأمور التسعة التي ذكرها الحديث من تمنيّاته يكفي لعدم أهليته لأن يقوم مقام النبي صلّى اللّه عليه وآله، ولسوء حسابه في القيامة.
وعمر أيضاً، كان شريكه في كلّ ما قال وفَعَلَ، مضافاً إلى ما كان منه زمن حكومته.
وإليك بعض ما رووا عن عمر من تمنّياته كما في (كنز العمال):
«35912 ـ عن الضحاك قال: قال عمر: يا ليتني كنت كبش أهلي، سمّنوني ما بدا لهم، حتى إذا كنت أسمن ما أكون، زارهم بعض من يحبّون، فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديداً، ثم أكلوني فأخرجوني عذرة و لم أكن بشراً (هناد حل، هب).
35913 ـ عن جابر قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: جعلني اللّه فداك! قال: إذن يهينك اللّه (ابن جرير).
35914 ـ عن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض فقال: يا ليتني كنت هذه التبنة! ليتني لم أخلق! ليتني لم أك شيئاً! ليت أمي لم تلدني! ليتني كنت نسياً منسياً (ابن المبارك وابن سعد، ش ومسدد، كر).
35915 ـ عن عمر أنه سمع رجلاً يقرأ؟ (هَلْ أَتى عَلَى الاِْنْسانِ حينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) فقال عمر: يا ليتها تمت (ابن المبارك وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن المنذر).
35916 ـ عن عمر قال: لو نادى مناد من السماء: يا أيها الناس، إنكم داخلون الجنة كلّكم أجمعون إلا رجلاً واحداً، لخفت أن أكون أنا هو، ولو نادى مناد: أيها الناس، إنكم داخلون النار إلا رجلاً واحداً، لرجوت أن أكون أنا هو(حل).
35917 ـ عن ابن عمر: أن عمر لقي أبا موسى الأشعري فقال له: يا أبا موسى! أيسرّك أن عملك الذي كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خلص لك، وأنك خرجت من عملك كفافاً خيره بشرّه وشرّه بخيره كفافاً لا لك ولا عليك؟ قال: لا يا أمير المؤمنين! واللّه، لقد قدمت البصرة وأن الجفاء فيهم لفاش، فعلّمتهم القرآن والسنّة؟ وغزوت بهم في سبيل اللّه وإني لأرجو بذلك فضله. قال عمر: لكن وددت أني خرجت من عملي خيره بشرّه وشرّه بخيره كفافاً لا علي ولا لي، وخلص لي عملي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المخلص (كر)»(1).

(1) كنز العمال 12 / 619 ـ 620.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *