التعريف به

الشرح:
أبو عمرو الزاهد هو: المحدّث اللّغوي محمد بن عبد الواحد البغدادي، المعروف بـ«غلام ثعلب». ولد سنة 261. وحدّث عنه كبار الأئمة في الحديث، كالحاكم النيسابوري والقاضي المحاملي وابن مندة وابن رزقويه وأمثالهم.
قال الخطيب: «سمعت غير واحد يحكي عن أبي عمر الزاهد: أن الأشراف والكتّاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها، وكان له جزء قد جمع فيه الأحاديث التي تروى في فضائل معاوية، فكان لا يترك واحداً منهم يقرأ عليه شيئاً حتى يبتدى بقراءة ذلك الجزء… .
قال: وكان جماعة من أهل الأدب يطعنون على أبي عمر ولا يوثّقونه في علم اللّغة… .
قال: فأمّا الحديث، فرأينا جميع شيوخنا يوثقونه فيه ويصدّقونه» وتوفي سنة 345(1).
قلت: فظهر السرّ في نقل العلاّمة عن أبي عمر الزاهد، مع أن الأحاديث التي رواها موجودة في سائر المصادر كما سيأتي، وذلك:
أوّلاً: إنه كان من المتعصّبين لبني أمية، بحيث قد ألّف جزء فيه فضائل معاوية، وكان لا يقرى أحداً شيئاً حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء!! وقد ثبت أن لا فضيلة ومنقبة لمعاوية أصلاً.
وثانياً: إن شيوخ الحديث من أهل السنّة أجمعوا على وثاقته وصدّقوه.

(1) تاريخ الخطيب 3 / 160 وانظر: سير أعلام النبلاء 15 / 508، المنتظم 6 / 380، معجم الأدباء 18 / 226، تذكرة الحفّاظ 3 / 873 وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *