من الأحاديث في عذاب قاتل الحسين

و من الأحاديث في عذاب قاتل الحسين
قال قدس سرّه: وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إنّ قاتل الحسين في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكّساً في النار حتى يقع في قعر جهنّم وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتن ريحه، وهو فيها خالد ذائق للعذاب الأليم، كلها نضجت جلودهم بدل اللّه لهم الجلود حتى يذوقوا العذاب لا يفتر عنهم ساعة ويسقى من حميم جهنم، الويل لهم من عذاب اللّه عزّ وجلّ.
الشرح:
هذا الحديث رواه جماعة من محدّثي أهل السنّة أيضاً، كابن المغازلي الشافعي في (المناقب) والخوارزمي المكّي الحنفي في (مقتل الحسين) والصبّان المصري في كتاب (إسعاف الراغبين).
فهو من أحاديث الفريقين.
وعن بعض حماة بني اميّة وأنصارهم رميه بالضّعف.
قال قدس سرّه: وقال صلّى اللّه عليه وآله: اشتدّ اللّه وغضبي على من أراق دم أهلي وآذاني في عترتي.
الشرح:
روى هذا الحديث جماعة من علماء القوم عن: علي عليه السلام، وأبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه وآله، كالديلمي، وابن المغازلي، ومحب الدين الطبري، والسيوطي، والمناوي، وابن حجر الهيتمي المكي وغيرهم.
راجع: المناقب لابن المغازلي: 292، الصواعق المحرقة: 184، إحياء الميت بفضائل أهل البيت ـ هامش إتحاف الأشراف ـ : 115، كنوز الحقائق من حديث خبر الخلائق: 17، ذخائر العقبى: 39 وغيرها.
وقد أورد الذهبي الحديث في (ميزانه) وتبعه ابن حجر في (لسانه) بترجمة: محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي، نقلاً عن ابن عدي الجرجاني، وردّوا الحديث لكونه دالاًّ على سوء عاقبة أوليائهم، وما اتهموا راويه إلا بالتشيع… .
وعلى الجملة، فإن هذا الحديث من الأحاديث التي لا تقبلها النفوس الأموية التي يحملها أمثال الذهبي وابن تيمية، من أشياع أئمة الجور وأمراء الضلال.
أقول:
كانت تلك شواهد على تعصّب أهل السنّة في غير الحقّ، وموارد من بدعهم الباقية إلى هذا اليوم… .
فكان ما ذكره العلاّمة هو الوجه الخامس من الوجوه الدالّة على وجوب اتّباع مذهب أهل البيت عليهم السّلام، فإنّه قد شرح رأي الطّرفين في تلك المسائل، ووضعها أمام القارئ الحرّ المنصف المتدبّر، ليختار ما يراه الأحق بالإختيار والأولى بالاتّباع، ولذا:
قال قدس سرّه: فلينظر العاقل، أيّ الفريقين أحقّ بالأمن…؟
وهكذا ينتهى الوجه الخامس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *