الكلام على استحباب الحزن و البكاء على الحسين و إنشاء المراثي له عليه السلام، ردّاً على ابن تيميّة

أقول:
وبهذا القدر نكتفي، فلا نورد ما جاء في الكتاب والسنّة من بكاء الأنبياء، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وآله وسائر الأوصياء والأولياء.
وأما إنشاد المراثي فما أكثره، ودونك منها الأشعار التي قيلت في رثاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من أهل بيته وعشيرته وأصحابه، مذكورة بترجمته صلّى اللّه عليه وآله أو بتراجم القائلين كأبي سفيان، وأبي الهيثم ابن التيهان، وأبي ذويب الهذلي، وأبي الطفيل… .
وفي الحزن أيضاً أحاديث، فراجع باب التشديد في النياحة من كتاب مسلم، وباب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن، من كتاب البخاري.
وإن أراد أن الحزن والبكاء وإنشاد المراثي.. على خصوص الحسين عليه السلام بدعة أحدثها الشيطان، فيكفي أن نورد من روايات العامة والخاصة في الكتب المعتمدة عندهم بعضها:
أخرج أحمد وابن سعد وغيرهما بأسنادهم: أنه لمّا وصل علي عليه السلام ـ في طريقه إلى صفين ـ إلى أرض نينوى نادى: «صبراً أبا عبد اللّه، صبراً أبا عبد اللّه، بشطّ الفرات» فسئل عليه السلام: وما ذاك؟ قال: «دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبيّ اللّه، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرائيل قبل، فحدّثني أن ولدي الحسين يقتل بشطّ الفرات. قال فقال: هل لك إلى أن أشمّك من تربته؟ قال قلت: نعم. فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها. فلم أملك عيني أن فاضتا»(1).
وإن شئت المزيد فراجع كتاب (مقدمة المجالس الفاخرة) وكتاب (سيرتنا وسنتنا سيرة النبي وسنته) وكتاب (عبرات المصطفين في مقتل الحسين) وكتاب (زفرات الثقلين في مآتم الحسين) وغيرها، حيث أورد أصحاب هذه الكتب كثيراً من أخبار الحزن والبكاء والرثاء وغير ذلك على الحسين عليه السلام بالأسانيد الكثيرة الثابتة.
وأمّا أن الحسين عليه السلام قتل بأمر يزيد، فقد بحثنا عن ذلك بالتفصيل فيما سبق.

(1) مسند أحمد 1 / 85 ، ترجمة الحسين بن علي من الطبقات الكبرى: 48.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *