السّبب في هذه التسمية التي علي هو الأحقّ بها

علي الأحقّ بهذا اللقب
قال قدس سرّه: عناداً لأمير المؤمنين عليه السّلام، الذي هو أحقّ بهذا الاسم، حيث قتل بسيفه الكفّار وثبتت بواسطة جهاده قواعد الدين.
الشرح:
وقول العلاّمة: «عناداً لأمير المؤمنين…» إشارة إلى أن المعاندين لأمير المؤمنين قد عمدوا إلى تسمية أحد ألدّ الخصوم والمبغضين له ـ وهو خالد بن الوليد ـ عناداً له… .
أمّا كون خالد من أعداء الإمام عليه السلام، فذاك من الأمور التي يعلمها كلّ من له أدنى إلمام بالتواريخ والسير، في حياة النبي صلّى اللّه عليه وآله وبعد وفاته.
أمّا في حياته، فتلك كلمة بريدة بن الحصيب الشهيرة، المرويّة بالطرق الصحيحة، في قضية بعث النبي صلّى اللّه عليه وآله جيشين إلى اليمن، على أحدهما: علي عليه السلام، وعلى الآخر: خالد بن الوليد.
قال بريدة: فكنت أبغض عليّاً وأحبّ خالداً لم أحببه إلا لبغضه عليّاً، حتى إذا غنموا وأصاب علي جارية ـ فيما يروون ـ من الخمس، أخذها خالد فرصة ليشنع على علي ويسقطه من عين النبي صلّى اللّه عليه وآله، فأرسل جماعة ـ فيهم بريدة ـ إلى المدينة يشيعون الخبر في الناس ويتكلّمون في علي، وأرسل معهم كتاباً إلى النبي، فلما قرأ الكتاب احمرّ وجهه وقال لبريدة:
أتبغض عليّاً؟
قال: نعم.
قال: لا تبغضه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك، وهو لا يفعل إلى ما يؤمر به، إن عليّاً مني وأنا منه وهو وليّكم من بعدي(1).
وأمّا بعد وفاته، فقد كان خالد من المهاجمين لبيت الزهراء بضعة النبي(2).
ولقد بلغ العداء به لعلي و أهل البيت عليهم السلام إلى حدّ استعدّ لأن يغتال عليّاً بأمر من أبي بكر.
قال الحافظ أبو سعد السمعاني بترجمة الرواجني: «روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة قبل أبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري، لأنه لم يكن داعية إلى هواه، وروي عنه حديث أبي بكر رضي اللّه عنه أنه قال: لا يفعل خالد ما أمر به. سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر فقال: كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليّاً ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك»(3).
ولقد أخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عن هذا البغض وعمّا ستلقاه عترته من «بني مخزوم»:
فقد أخرج الحاكم بسنده أنه قال: «إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً، وإن أشدّ قومنا لنا بغضاً، بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم»(4).

(1) هذا حديث بحثنا عنه سندا ودلالة بالتفصيل في الجزء (15)من كتابنا الكبير: نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار.
(2) معالم المدرستين 1 / 126.
(3) الأنساب 3 / 95.
(4) المستدرك على الصحيحين 4 / 487.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *