الإشارة إلى أبي سفيان و هند

إشارة إلى أبي سفيان و هند
قال قدس سرّه: وكسر جدّه ثنيّة الرسول صلّى اللّه عليه وآله. وأكلت اُمّه كبد حمزة عليه السلام.
الشرح:
قال ابن تيمية: «لا ريب أن أبا سفيان بن حرب كان قائد المشركين يوم أحد، وكسرت ذلك اليوم ثنية النبي صلى اللّه عليه وسلم، كسرها بعض المشركين، لكن لم يقل أحد أن أبا سفيان باشر ذلك…»(1).
أقول:
لم أتحقق بعد من كان المباشر لذلك.
أمّا قوله: «لم يقل أحد إن أبا سفيان باشر ذلك» فنحن لا نصدّقه، إذ كثيراً ما نسب إلى العلماء شيئاً أو نفى أن يكون أحد قاله، ثم وجدنا خلاف كلامه في الكتب المعتبرة.
وكيف كان، ففي كون أبي سفيان قائد الجيش ـ في ذلك اليوم الذي كسرت فيه ثنية النبي ـ كفاية، ولا حاجة إلى المباشرة، وإلا فإن معاوية لم يباشر سمّ الحسن عليه السلام، ويزيد لم يباشر قتل الحسين عليه السلام.
ولم يتكلّم ابن تيمية عن أكل هند كبد حمزة عليه السلام بشيء، وهذا منه عجيب!! لأن كثيراً من القضايا الضروريّة والحوادث المسلّمة ناقش فيها بقلة حياء!! غير أنه ذكر: «وكان هذا قبل إسلامهم، ثم بعد ذلك أسلموا وحسن إسلامهم وإسلام هند، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلّم يكرمها»(2).
وهذا كذب، فقد رووا أن النبي صلّى اللّه عليه وآله لما بلغه إخراج هند كبد حمزة، سأل عما إذا دخل في جوفها شيء من الكبد، فقالوا: لا. فقال صلّى اللّه عليه وآله: «ما كان اللّه ليدخل شيئاً من حمزة النار»(3).

(1) منهاج السنّة 4 / 474.
(2) منهاج السنّة 4 / 474.
(3) مسند أحمد 1 / 463.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *