إنكار ابن تيميّة و الردّ عليه

مخالفتها لنصّ الكتاب
قال قدس سره: ثم إنها خالفت أمر اللّه تعالى في قوله: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ).
الشرح:
نعم. إن عائشة خالفت في خروجها ـ مع طلحة والزبير ـ إلى البصرة أمر اللّه في قوله تعالى: (وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ) فهي خالفت أمر اللّه بالقرار في البيت، وليتها خالفت في غير ما خرجت له! لقد خالفت أمر اللّه في فعل سمعت من قبل نهي النبي صلّى اللّه عليه وآله عنه خاصة، لقد خالفت أمر اللّه متلبسة بالظلم، وفي إعانة (الظالم) بنصّ الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله! لقد كان في خروجها مفسدة وأي مفسدة، لا عليها فقط، بل على الإسلام والمسلمين..
لكن ابن تيميّة يدّعي تارة أنها خرجت «بقصد الإصلاح بين المسلمين»(1).
وأخرى يقول: إنها اجتهدت «وإذا كان المجتهد مخطئاً فالخطأ مغفور بالكتاب والسنّة»(2).
وثالثة يقول: إنها ندمت على خروجها «فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلّ خمارها»(3).
أقول:
إن كانت تقصد الإصلاح بين المسلمين، فإن الإصلاح فرع النزاع والخلاف، وهل كان بين علي أمير المؤمنين وبين طلحة والزبير نزاع على شيء، أو أنهما بايعاه ثم خرجا إلى مكة ناكثين للبيعة وناقضين للعهد؟
وأيضاً: إن كانت تقصد الإصلاح بين المسلمين، فهل كان يكون الإصلاح في البصرة حتى تخرج إليها في ملأ من الناس؟
وأيضاً: إن كانت تقصد الإصلاح، فلماذا ينهاها النبي صلّى اللّه عليه وآله؟ وتنهاها أم سلمة أم المؤمنين؟ وينهاها رجال المسلمين؟ وهلاّ خرجوا معها وساعدوها على الإصلاح؟
وإن كانت مجتهدة مخطئة في اجتهادها فلا خطأ، بل لها أجر وإن كان أقلّ من أجرها فيما لو كانت مصيبة، فلماذا الندم والبكاء؟
لكن الرجل عندما ادّعى أنها خرجت «بقصد الإصلاح» وأنها كانت «راكبة، لا قاتلت ولا أمرت بالقتال» قال: «هكذا ذكره غير واحد من أهل المعرفة بالأخبار»!!

(1) منهاج السنّة 4 / 316.
(2) منهاج السنّة 4 / 321.
(3) منهاج السنّة 6 / 208 و 4 / 316.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *