المنهج الثاني: في الأدلة المأخوذة من القرآن

المنهج الثاني: في الأدلة المأخوذة من القرآن
والبراهين الدالّة على إمامة علي عليه السلام من الكتاب العزيز أربعون برهاناً:
الأول
قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ). وقد أجمعوا على أنها نزلت في علي عليه السلام. قال الثعلبي بإسناده إلى أبي ذر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بهاتين وإلاّ فصُمَّتَا، ورأيته بهاتين وإلاّ فعميتا، يقول: «علي قائد البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره مخذول من خذله». أما إني صلّيت مع رسول اللّه يوماً صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فلم يعطني أحد شيئاً! وكان علي عليه السلام راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان يتختّم بها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبي صلّى اللّه عليه وآله، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن موسى سألك فقال: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي أشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ). اللهم وأنا محمد نبّيك وصفيّك، اللهم فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي، علياً اشدد به ظهري! قال أبو ذر: فما استتمَّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حتى نزل عليه جبرئيل عليه السلام من عند اللّه تعالى فقال:يا محمد إقرأ، قال: وما أقرأ؟ قال: إقرأ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)! ونقل الفقيه ابن المغازلي الواسطي الشافعي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في علي عليه السلام. والولي هو المتصرف، وقد أثبت له الولاية في الآية كما أثبتها اللّه تعالى لنفسه ولرسوله صلّى اللّه عليه وآله.
البرهان الثاني
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).
اتفقوا على نزولها في علي عليه السلام. روى أبو نعيم الحافظ من الجمهور بإسناده عن عطية قال: نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في علي بن أبي طالب عليه السلام.
ومن تفسير الثعلبي قال: معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بيد علي وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
والنبي صلّى اللّه عليه وآله مولى أبي بكر وعمر وباقي الصحابة بالإجماع، فيكون علي عليه السلام مولاهم، فيكون هو الإمام.
ومن تفسير الثعلبي قال: لمّا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فأتى رسول اللّه على ناقته حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها وأتى النبي وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد! أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلناه منك، وأمرتنا أن نزكّي أموالنا فقبلناه منك، وأمرتنا أن نحجّ البيت فقبلناه! ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضّلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا شيء منك أم من اللّه؟ فقال: والذي لا إله إلا هو إنه من أمر اللّه! فولّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَاب أَلِيم! فما وصل إليها حتى رماه اللّه بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل اللّه تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ).
وقد روى هذه الرواية النقاش من علماء الجمهور في تفسيره.
البرهان الثالث
قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً). روى أبو نعيم بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: إن النبي صلّى اللّه عليه وآله دعا الناس إلى علي في غدير خم، وأمر بما تحت الشجر من الشوك فقُمَّ، ودعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطىْ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً)، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي» ثم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله»!
البرهان الرابع
قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى). روى الفقيه علي بن المغازلي الشافعي بإسناده عن ابن عباس قال: كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي صلّى اللّه عليه وآله إذ انقض كوكب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي! فقام فتية من بني هاشم فنظروا الكوكب قد انقض في منزل علي بن أبي طالب عليه السلام قالوا يا رسول اللّه قد غويت في حبّ علي! فأنزل اللّه تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى).
البرهان الخامس
قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). روى أحمد بن حنبل في مسنده عن واثلة بن الأسقع قال: طلبت علياً عليه السلام في منزله فقالت فاطمة: ذهب يأتي برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فجاءا جميعاً فدخلا ودخلت معهما، فأجلس علياً عن يساره وفاطمة عن يمينه والحسن والحسين بين يديه، ثم التفعَ عليهم ثوبه وقال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). اللهم إن هؤلاء أهلي، اللهم هؤلاء أحق. وعن أم سلمة قالت: إن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان في بيتها فأتته فاطمة ببرنة فيها حريرة فدخلت بها عليه قال: أدعي لي زوجك وابنيك قالت: فجاء علي وحسن وحسين عليهم السّلام فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة، وهو وهم على منام له على دكان تحته كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي فأنزل اللّه تعالى هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، قالت: فأخذ فضل الكساء وكساهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء وقال: «هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، وكرّر ذلك قالت: فأدخلت رأسي وقلت: وأنا معكم يا رسول اللّه؟ قال: إنك إلى خير إنك إلى خير.
وفي هذه الآية دلالة على العصمة مع التأكيد بلفظ إنما، وبإدخال اللاّم في الخبر، والإختصاص في الخطاب بقوله: أهل البيت، والتكرير بقوله: يطهّركم، والتأكيد بقوله: تطهيراً. وغيرهم ليس بمعصوم فتكون الإمامة في علي عليه السلام.
ولأنه ادعاها في عدّة من أقواله كقوله: واللّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أن محلّي منها محلّ القطب من الرحى.
وقد ثبت نفي الرجس عنه فيكون صادقاً. فيكون هو الإمام.
البرهان السادس
قوله تعالى: (فِي بُيُوت أَذِنَ اللّه أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رجَالٌ…). قال الثعلبي بإسناده عن أنس بن مالك وبريدة قالا: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هذه الآية فقام رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول؟ فقال: بيوت الأنبياء، فقام إليه أبو بكر فقال: يارسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هذا البيت منها؟يعني بيت علي وفاطمة؟ قال: نعم من أفاضلها.
ووصف فيها الرجال بما يدلّ على أفضليتهم فيكون علي هو الإمام، وإلاّ لزم تقديم المفضول على الفاضل.
البرهان السابع
قوله تعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى). روى أحمد في مسنده عن ابن عباس قال: لما نزل: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، قالوا: يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما.
وكذا في تفسير الثعلبي، ونحوه في الصحيحين.
وغير علي عليه السلام من الصحابة الثلاثة لا تجب مودّته. فيكون علي عليه السلام أفضل فيكون هو الإمام، لأن مخالفته تنافي المودّة وامتثال أوامره يكون مودّة فيكون واجب الطّاعة، وهو معنى الإمامة.
البرهان الثامن
قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه وَاللّه رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ). قال الثعلبي: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لما أراد الهجرة خلَّف علي بن أبي طالب عليه السلام لقضاء ديونه وردّ الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار ـ وقد أحاط المشركون بالدار ـ أن ينام على فراشه فقال له: يا علي إتَّشِحْ ببُرْدي الحضرمي الأخضر ونم على فراشي، فإنه لايخلص إليك منهم مكروه إن شاء اللّه عز وجل، ففعل ذلك.
فأوحى اللّه عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل: إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة، فأوحى اللّه عز وجل إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب عليه السلام، آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه، فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، فقال جبرئيل: بخ بخ! من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة عليهم السّلام! فأنزل اللّه على رسوله وهو متوجّه إلى المدينة في شأن علي بن أبي طالب عليه السلام: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّه).
وقال ابن عباس: إنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام لما هرب النبي صلّى اللّه عليه وآله من المشركين إلى الغار.
وهذه فضيلة لم تحصل لغيره وتدلّ على أفضليّته على جميع الصحابة، فيكون هو الإمام.
البرهان التاسع
قوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّه عَلَى الْكَاذِبِينَ). نقل الجمهور كافة أن (أبناءنا) إشارة إلى الحسن والحسين، و(نساءنا) إشارة إلى فاطمة عليها السلام، و(أنفسنا) إشارة إلى علي بن أبي طالب عليهم السّلام.
وهذه الآية أدلّ دليل على ثبوت الإمامة لعلي عليه السلام، لأنه تعالى قد جعله نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله والإتحاد محالٌ، فيبقى المراد المساوي، وله صلّى اللّه عليه وآله الولاية العامة، فكذا لمساويه. وأيضاً، لو كان غير هؤلاء مساوياً لهم أو أفضل منهم في استجابة الدعاء لأمره اللّه تعالى بأخذهم معه لأنه في موضع الحاجة، وإذا كانوا هم الأفضل تعيّنت الإمامة فيهم.
وهل تخفى دلالة هذه الآية على المطلوب إلاّ على من استحوذ الشيطان عليه وأخذ بمجامع قلبه، وخُيِّل له حبّ الدنيا التي لا ينالها إلاّ بمنع أهل الحق عن حقهم؟
البرهان العاشر
قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ). روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن ابن عباس قال: «سئل النبي صلّى اللّه عليه وآله عن الكلمات التي تلقها آدم من ربه فتاب عليه قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليَّ، فتاب عليه»!
وهذه فضيلة لم يلحقه أحد من الصحابة فيها، فيكون هو الإمام لمساواته النبي صلّى اللّه عليه وآله في التوسل به إلى اللّه تعالى.
البرهان الحادي عشر
قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي…)روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: انتهت الدعوة إلىَّ وإلى علي، لم يسجد أحدنا لصنم قط، فاتّخذني نبياً واتّخذ علياً وصيّاً!
وهذا نص في الباب.
البرهان الثاني عشر
قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً). روى الحافظ أبو نعيم بإسناده إلى ابن عباس قال: نزلت في علي عليه السلام قال: والوُدُّ محبته في قلوب المؤمنين.
وعن تفسير الثعلبي: عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: «يا علي قل: اللّهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي في صدور المؤمنين مودةً»! فأنزل اللّه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً).
ولم يثبت لغيره من الصحابة ذلك، فيكون أفضل منهم، فيكون هو الإمام.
البرهان الثالث عشر
قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد).
من كتاب الفردوس عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون».
ونحوه رواه أبو نعيم.
وهو صريح في ثبوت الولاية والإمامة.
البرهان الرابع عشر
قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ). من طريق الحافظ أبي نعيم عن الشعبي عن ابن عباس قال في قوله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ، قال: عن ولاية علي بن أبي طالب.
وكذا في كتاب الفردوس عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه وآله.
وإذا سئلوا عن الولاية وجب أن تكون ثابتة له، ولم يثبت لغيره من الصحابة ذلك فيكون أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان الخامس عشر
قوله تعالى: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ…). روى أبو نعيم الحافظ بإسناده عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ، قال: ببغضهم عليّاً!
ولم يثبت لغيره من الصحابة ذلك، فيكون أفضل منهم، فيكون هو الإمام.
البرهان السادس عشر
قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ). روى أبو نعيم الحافظ عن ابن عباس قال في هذه الآية: سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب.
وروى الفقيه ابن المغازلي الشافعي عن مجاهد عن ابن عباس في قوله: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)، قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى وصاحب يس إلى عيسى، وسبق علي إلى محمد صلّى اللّه عليه وآله.
وهذه الفضيلة لم تثبت لغيره من الصحابة، فيكون هو الإمام.
البرهان السابع عشر
قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّه بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّه وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ… الآيات). روى رزين بن معاوية في الجمع بين الصحاح الستة أنها نزلت في علي لما افتخر طلحة بن شيبة والعباس.
وهذه فضيلة لم تحصل لغيره من الصحابة، فيكون أفضل فيكون هو الإمام.
البرهان الثامن عشر
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فإن لَمْ تَجِدُوا فإن اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ). من طريق الحافظ أبي نعيم إلى ابن عباس قال: إن اللّه حرم كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلاّ بتقديم الصدقة وبخلوا أن يتصدّقوا قبل كلامه وتصدّق علي ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره!
ومن تفسير الثعلبي، قال ابن عمر: كان لعلي عليه السلام ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبّ إلي من حُمْرِ النعم: تزويجه بفاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى.
وروى رزين العبدري في الجمع بين الصحاح الستة عن علي عليه السلام: ما عمل بهذه الآية غيري، وبي خفف اللّه تعالى عن هذه الأمة.
وهذا يدلّ على أفضليّته عليهم، فيكون أحق بالإمامة.
البرهان التاسع عشر
قوله تعالى: (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُون). قال ابن عبد البر ـ وأخرجه أبو نعيم أيضاً ـ قال: إن النبي صلّى اللّه عليه وآله ليلة أسري به جمع اللّه تعالى بينه وبين الأنبياء عليهم السّلام ثم قال له: سلهم يا محمد على ماذا بعثتم؟ فقالوا: بعثنا على شهادة أن لا إله إلا اللّه وعلى الإقرار بنبوتك والولاية لعلي بن أبي طالب.
وهذا تصريح بثبوت الإمامة لعلي عليه السلام.
البرهان العشرون
قوله تعالى: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ). في تفسير الثعلبي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: سألت اللّه عز وجلّ أن يجعلها أذنك يا علي.
ومن طريق أبي نعيم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «يا علي إن اللّه عز وجل أمرني أن أدنيك وأعلّمك لتعي وأنزلت هذه الآية: أذن واعية، فأنت أذنٌ واعية للعلم».
وهذه الفضيلة لم تحصل لغيره، فيكون هو الإمام.
البرهان الحادي والعشرون
سورة هل أتى. في تفسير الثعلبي من طرق مختلفة قال: مرض الحسن والحسين صلّى اللّه عليه وآله فعادهما جدّهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وعامّة العرب فقالوا له: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر صوم ثلاثة أيام وكذا نذرت أمهما فاطمة عليها السلام وجاريتهم فضة، فبرءا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فاستقرض علي عليه السلام ثلاثة أصوع من شعير.
فقامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد منهم قرصاً.
وصلّى علي عليه السلام مع النبي صلّى اللّه عليه وآله المغرب، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم اللّه من موائد الجنة، فسمعه علي عليه السلام فأمر بإعطائه فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلهم لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح. فلمّا أن كان اليوم الثاني، قامت فاطمة عليها السلام فاختبزت صاعاً وصلّى علي عليه السلام مع النبي صلّى اللّه عليه وآله ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة، أطعموني أطعمكم اللّه من موائد الجنة، فسمعه علي عليه السلام فأمر بإعطائه فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح. فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الثالث فطحنته واختبزته، وصلّى علي مع النبي صلّى اللّه عليه وآله ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعمونا؟ أطعموني فإني أسيرُ محمد أطعمكم اللّه على موائد الجنة! فسمعه علي عليه السلام فأمر بإعطائه فأعطوه الطعام.
ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح.
فلمّا كان اليوم الرابع وقد وفوا نذرهم، أخذ علي عليه السلام الحسن بيده اليمني والحسين بيده اليسرى وأقبل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، فلما بصر به النبي صلّى اللّه عليه وآله قال: يا أبا الحسن ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم! إنطلق بنا إلى منزل ابنتي فاطمة، فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق ظهرها ببطنها من شدّة الجوع وغارت عيناها، فلما رآها النبي صلّى اللّه عليه وآله قال: واغوثاه باللّه، أهل بيت محمد يموتون جوعاً! فهبط جبرئيل عليه السلام على محمد صلّى اللّه عليه وآله فقال: يا محمد، خُذْ ما هنأك اللّه في أهل بيتك قال: وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقرأه: (هَلْ أَتَى عَلَى الأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً…).
وهي تدلّ على فضائل جمّة لم يسبق إليها أحد ولا يلحقها أحد، فيكون أفضل من غيره، فيكون هو الإمام.
البرهان الثاني والعشرون
قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِه.ِ..) من طريق أبي نعيم عن مجاهد في قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ): محمد. (وَصَدَّقَ بِهِ) قال: علي بن أبي طالب.
ومن طريق الفقيه الشافعي عن مجاهد في قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ)، قال: جاء به محمد صلّى اللّه عليه وآله وصدق به علي عليه السلام.
وهذه فضيلة اختص بها عليه السلام، فيكون هو الإمام.
البرهان الثالث والعشرون
قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ). من طريق أبي نعيم عن أبي هريرة: قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: مكتوب على العرش: لا إله إلا اللّه وحد لا شريك له، محمد عبدي ورسولي أيّدته بعلي بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى في كتابه: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)، يعني علي بن أبي طالب.
وهذه من أعظم الفضائل التي لم تحصل لغيره، فيكون هو الإمام.

البرهان الرابع والعشرون
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّه وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). من طريق أبي نعيم قال: نزلت في علي بن أبي طالب.
وهذه فضيلة لم تحصل لأحد من الصحابة غيره، فيكون هو الإمام.
البرهان الخامس والعشرون
قوله تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّه بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ…). قال الثعلبي: إنها نزلت في علي عليه السلام.
وهذا يدلّ على أنه أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان السادس والعشرون
قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ…). روى أحمد بن حنبل بإسناده إلى ابن أبي ليلى عن أبيه: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «الصدّيقون ثلاثة: حبيب بن موسى النجار مؤمن آل يس، الذي قال: (يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) وحزقيل مؤمن آل فرعون، الذي قال: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّه) وعلي بن أبي طالب عليه السلام الثالث وهو أفضلهم».
ونحوه رواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي، وصاحب كتاب الفردوس.
وهذه فضيلة تدلّ على إمامته.
البرهان السابع والعشرون
قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً). من طريق أبي نعيم الحافظ بإسناده إلى ابن عباس قال: نزلت في علي كان معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهماً وبالنهار درهماً، وفي السرّ درهماً، وفي العلانية درهماً.
وكذا رواه الثعلبي في تفسيره.
ولم يحصل لغير علي عليه السلام ذلك، فيكون أفضل فيكون هو الإمام.
البرهان الثامن والعشرون
ما رواه أحمد حنبل عن ابن عباس، قال ليس من آية في القرآن: (يا أيُّهَا الذينَ آمَنُوا)، إلا وعليٌّ رأسها وأميرها وشريفها وسيّدها، ولقد عاتب اللّه عز وجل أصحاب محمد صلّى اللّه عليه وآله في القرآن وما ذكر علياً إلا بخير.
وهذا يدلّ على أنه أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان التاسع والعشرون
قوله تعالى: (إِنَّ اللّه وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). من صحيح البخاري عن كعب بن عجرة قال: سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقلنا: يا رسول اللّه كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن اللّه قد علّمنا كيف نسلّم؟ قال: قولوا: اللهم صلّى على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ومن صحيح مسلم: «قلنا يا رسول اللّه، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصّلاة عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صلّ على محمد وآل محمد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم».
ولا شك في أن عليّاً أفضل آل محمد، فيكون أولى بالإمامة.
البرهان الثلاثون
قوله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ). من تفسير الثعلبي وطريق أبي نعيم عن ابن عباس في قوله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ): قال: عليٌّ وفاطمة. (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ): النبي صلّى اللّه عليه وآله. (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ): الحسن والحسين صلّى اللّه عليه وآله.
ولم يحصل لغيره من الصحابة هذه الفضيلة، فيكون أولى بالإمامة.

البرهان الحادي والثلاثون
قوله تعالى: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ). من طريق الحافظ أبي نعيم عن ابن الحنفية قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام وفي تفسير الثعلبي عن عبد اللّه بن سلام قلت: من هذا الذي عنده علم الكتاب؟ فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب.
وهذا يدلّ أنه أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان الثاني والثلاثون
قوله تعالى: (يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ). روى أبو نعيم مرفوعاً إلى ابن عباس قال: أول من يُكسى من حلل الجنة إبراهيم لخلته من اللّه ومحمد صلّى اللّه عليه وآله لأنه صفوة اللّه ثم عليٌّ يزفُّ بينهما إلى الجنان. ثم قرأ ابن عباس: (يَوْمَ لا يُخْزِي اللّه النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)، قال: عليٌّ وأصحابه.
وهذا يدلّ على أنه أفضل من غيره، فيكون هو الإمام.
البرهان الثالث والثلاثون
قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة). روى الحافظ أبو نعيم بإسناده إلى ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي عليه السلام: «هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين،ويأتي عدوك غضاباً مقمحين».
وإذا كان خير البريّة، وجب أن يكون هو الإمام.
البرهان الرابع والثلاثون
قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً). في تفسير الثعلبي عن ابن سيرين قال: نزلت في النبي صلّى اللّه عليه وآله وعلي بن أبي طالب زوِّجْ فاطمة علياً وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً.
ولم يثبت لغيره ذلك، فكان أفضل، فكان هو الإمام.
البرهان الخامس والثلاثون
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). أوجب اللّه تعالى علينا الكون مع المعلوم فيهم الصدق، وليس إلا المعصوم، لتجويز الكذب في غيره، فيكون هو علياً إذْ لا معصومَ من الأربعة سواه.
في حديث أبي نعيم، عن ابن عباس: إنها نزلت في علي عليه السلام.
البرهان السادس والثلاثون
قوله تعالى: (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ). من طريق أبي نعيم عن ابن عباس: أنها نزلت في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وعلي عليه السلام خاصة، وهما أوّل من صلّى وركع.
وهو يدلّ على أفضليّته فيدلّ على إمامته.
البرهان السابع والثلاثون
قوله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) من طريق أبي نعيم عن ابن عباس قال: أخذ النبي صلّى اللّه عليه وآله بيد علي بن أبي طالب وبيدي ونحن بمكة وصلّى أربع ركعات. ثم رفع يده إلى السماء فقال: «اللهم إن موسى بن عمران سألك، وأنا محمد نبيّك، أسألك أن تشرح لي صدري وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي، علي بن أبي طالب عليه السلام أخي، اشدد به أزري وأشركه في أمري». قال ابن عباس: فسمعت منادياً ينادي: يا أحمد قد أوتيت ما سألت.
وهذا نصّ في الباب.
البرهان الثامن والثلاثون
قوله تعالى: (إِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ). من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول اللّه مسجده فذكر قصة مؤاخاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بين أصحابه فقال علي: لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين فعلت بأصحابك ما فعلت، غيري! فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «والذي بعثني بالحق نبيّاً ما اخترتك إلا لنفسي، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ورفيقي وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: (إِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ). والمتحابّون في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض».
والمؤاخاة تستدعي المناسبة والمشاكلة، فلما اختص علي بمؤاخاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان هو الإمام.
البرهان التاسع والثلاثون
قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ… الآية..). من كتاب الفردوس لابن شيرويه يرفعه عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «لم يعلم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد، قال اللّه عز وجل: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا)قالت الملائكة: بلى، فقال تبارك وتعالى: أنا ربّكم ومحمد نبيكم وعليٌّ أميركم». وهو صريح في الباب.
البرهان الأربعون
قوله تعالى: (فَإِنَّ اللّه هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ). أجمع المفسرون على أن صالح المؤمنين هو علي.
وروى أبو نعيم بإسناده إلى أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقرأ هذه الآية: (وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فإنَّ اللّه هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)، قال: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب.
واختصاصه بذلك يدلّ على أفضليّته، فيكون هو الإمام.
والآيات المذكورة في هذا المعنى كثيرة، اقتصرنا على ما ذكرناه للإختصار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *