المشكلة الأُولى

المشكلة الأُولى:
أمّا الأُولى فلا مانع من حلّها بتفسير «السُنّة» هنا أيضاً بـ«الطريقة» كما ذكر الشرّاح كصاحب «سبل السلام» والقاري والمباركفوري . . ..
وهذا هو الذي اختاره الشوكاني حيث قال:
«الذي ينبغي التعويل عليه والمصير إليه هو العمل بما يدلّ عليه هذا التركيب بحسب ما تقتضيه لغة العرب، فالسُنّة هي الطريقة، فكأنّه قال: الزموا طريقتي وطريقة الخلفاء الراشدين، وقد كانت طريقتهم هي نفس طريقته، فإنّهم أشدّ الناس حرصاً عليها وعملاً بها في كلّ شيء وعلى كلّ حال، كانوا يتوقّون مخالفته في أصغر الأُمور فضلاً عن أكبرها».

أقول:
وهكذا تنحلّ المشكلة الأُولى، وقد أكّد كلّهم على أنّه «كانت طريقتهم نفس طريقته» متجاوزين ظهور الحديث في المغايرة، وقد أضاف الشوكاني بأنْ علّل اتّحاد الطريقة بقوله: «فإنّهم أشد الناس حرصاً عليها وعملاً بها في كلّ شيء وعلى كلّ حال، كانوا يتوقّون مخالفته في أصغر الأُمور فضلاً عن أكبرها».
قلت: لكنّا وجدنا الخلفاء الثلاثة ـ وكذا أكثر الأصحاب ـ يخالفونه في أكبر الأُمور فضلاً عن أصغرها، حتى مع وجود النصوص الصريحة عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وقد سبق أن ذكرنا بعض الموارد المسلَّمة من تلك المخالفات . . . فالّذين كانت «طريقتهم نفس طريقته، فإنّهم أشدّ الناس حرصاً عليها وعملاً بها . . .» غير هؤلاء، فمن هم؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *