حرف الواو

حرف الواو

الوافي بالوفيات
للصفدي خليل بن ايبك الشافعي (696ـ764).
أصله من الصّفد ـ مدينة في جبال عاملة المطلة على حمص بالشّام وهي من جبال لبنان ـ من أصل تركي شرع في التّحصيل عند ما بلغ العشرين من عمره، فقرأ الفقه، والأصلين، وبرع في الأدب وعنى بالحديث، وصفه السبكي: «بالإمام الأديب الناظم الناثر، أديب العصر» قال: وكانت بيني وبينه صداقة منذ كنت صغيراً. وأورده الذّهبي في معجمه المختصّ قائلا في حقّه: الإمام العالم، الأديب البليغ، الكامل، طلب العلم وشارك في الفضائل، وساد في الرّسائل، وقرأ الحديث وجمع وصنّف وله تآليف… وكان له خطّ جيّد فتولى منصب الكاتب في مسقط رأسه «صفد» وعهد اليه آخر ايّامه القيام على بيت المال وكتاب الدّست في دمشق.
له مصنّفات ممتعة تبلغ نحواً من خمسين كتاباً. وقال السّبكي: قال لي الصّفدي انّة كتب أزيد من ستّمائة مجلّد تصنيفاً، منها «الوافي بالوفيات» وهو معجم ضخم في السّير، وتشتمل الأجزاء التّي وصلت إلينا أكثر من 14000 سيرة.
طبع الكتاب بدار النشر فرائز تستاينز بقيسبادن 1381 باعتناء هلموت ريتر.
معجم البلدان، ج3 ص412. طبقات الشّافعيّة للسبكي، ج6 ص94. تاريخ حبيب السّير لخواند مير. ج3 ق2 ص266. دائرة المعارف الاسلاميّة، ج14 ص219. الكنى والألقاب ج2 ص385. لغتنامه دهخدا، ج19 ص245. الأعلام ج2 ص364. مقدّمة الكتاب.

وسائل الشّيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة
للشّيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (1099 ـ 1104) ينتهي نسسبه الى الحرّ بن يزيد الرّياحي، المستشهد بين يدي سيد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بكربلاء. ولد بمشغرة من قرى دمشق من ناحية البقاع ونشأ بها، وأقام في جبل عامل أربعين سنة، وحجّ فيها مرّتين، ثمّ سافر إلى العراق فزار الائمّة عليهم السّلام، ثمّ توجّه الى ايران لزيارة الإمام الرّضا عليه السّلام ومرّ في طريقه باصفهان، والتقى كثيراً من علمائها. ومنهم: الشّيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي، وكلّ واحد منهما أجاز صاحبه فيها، ذكر ذلك الشيخ الحرّ العاملي في «الوسائل» وكذلك ذكره الشّيخ المجلسي في البحار، وأمر المجلسي شاه سليمان الصّفوي بزيارته وردّ الشّيخ زيارته. ثمّ سافر إلى خراسان، وجاور ثامن الأئمّة الأوصياء الإمام علي بن موسى الرّضا عليه السّلام. وصار من أعظم علماء خراسان ومن أركانها وأعطي منصب القضاء وشيخوخة الاسلام، وكان يعظ الناس ويدعوهم الى الصّلاح بالعلم والعمل، إلى أن توفي في مشهد الإمام الرّضا عليه السّلام في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 1104، وشيّع جثمانه وصلّى عليه في المسجد تحت القبّة الرضوّية ودفن في أيوان حجرة في صحن الرّوضة ملاصقة لمدرسة ميرزا جعفر وكان قد بلغ عمره اثنين وسبعين سنة، كما انّ والده توفّي في طريق زيارة الإمام الرّضا ودفن في مشهده عليه السّلام سنة 1062.
له مؤلّفات ومصنّفات كثيرة، منها: «وسائل الشّيعة الى تحصيل مسائل الشّريعة» فيه من الأحاديث المرويّة عن النّبي والوصيّ والأئمّة عليهم السّلام جملة وافية وعدّة كثيرة ممّا يتعلّق بالاحكام والفرائض والسّنن الآداب، جمعها من الكتب الأربعة التّي عليها المدار في جميع الأعصار، وأضاف إليها أحاديث جمّة استخرجها من غيرها من كتب الأصحاب المعتبرة، تربو عدد الكتب على مائة وثمانين كتاباً، فيها عدّة كثيرة من الأصول لقدماء أصحابنا رضوان الله عليم، وزعّ الاحاديث على الأبواب والمسائل الفقهيّة من الطّهارة إلى الديّات، وزاد في أبواب الكتاب بما تساعده المسائل المودعة في الأخبار مع ترتيب مأنوس ونضد مرغوب يسهل الرّجوع اليه، ويتيسر الأخذ منه، فالكتاب كافل للمهمّ ممّا ورد من السنة النّبوية وجامع لمعظم النواميس الشّرعيّة فهو مرجع لروّاد الفضيلة والآداب، ومطلوب لطلاّب الحقيقة والآثار، عليه المعوّل في استنباط المسائل الشرعيّة واليه الاستناد في الفروع الفقهيّة فيه بغية كلّ فقيه وامنية كلّ مجتهد، فلم يزل منذ تأليفه وتدوينه مصدراً من أعظم مصادر الحديث في القرون المتعاقبة والاجيال المتواصلة، ثقة بمؤلّفه وركوناً الى الاتقان في نقله، صرف مؤلّفه في جمعه وتهذيبه مدّة مديدةً، وأفنى في ترتيبه وتحقيقه سنين عديدة، تقارب العشرين حتّى جاء من أجمع كتب الأحاديث وأحسنها ترتيباً، فللّه درّه وعليه أجره.
والروايات التي جمعها المؤلّف في أبواب الوسائل، من الطّهارة الى الديّات 35850 حديثاً وفرغ من تأليفه سنة 1082 وجعل له خاتمة تشتمل على فوائد مهمّة اثنتى عشرة، وكتب في آخره: «وكتب بيد مؤلّفه محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد الحرّ العاملي، المجاور بالمشهد المقدّس الرّضوي على مشرّفه السلام، وكان الفراغ من تأليفه ومن كتابة هذه النسخة في ليلة الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجّة في سنة 1088، وله خاتمان: أحدهما: «العبد محمّد بن حسن الحرّ». والثّاني: كما قرأه السيد المؤلف قدّس سرّه: «مولاي كاشف الضّر ارحم محمّد الحرّ».
طبع الكتاب مراراً وفي مكتبتنا نسخة قوبلت مع النّسخة الاصليّة. في لجنة من العلماء الاعلام في النّجف الأشرف وهم: الشّيخ علي القمي. والسيّد محمّد الحجّة. والسيّد محمّد حسين الطّباطبايي. والسيّد صدر الدّين الجزائري. والسيّد المؤلف رضوان الله عليهم جميعاً، سنة 1346.
جامع الرواة، ج2 ص90. أمل الآمل، ج1 ص141 رقم 154.روضات الجنّات ج7 ص96 رقم 605. الكنى والألقاب ج2 ص160. الفوائد الرضويّة ص473. ريحانة الأدب ج2 ص31. مقدّمة كتاب الوسائل، بقلم المؤلّف. شهداء الفضيلة ص210. الأعلام ج6 ص321. المقدمة بقلم الشيخ عبد الرحيم الرباني.

وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل
للشّيخ الفاضل أحمد بن محمّد بن باكثير المكّي الشّافعي المتوفّى سنة (1047) كان أديباً مؤرّخاً فاضلا محبّاً لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان له عند أشراف مكّة منزلة وشهرة. من مؤلّفاته: وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل، فرغ من تأليفه ببلد الله الحرام مكة المكرّمة سنة 1027 واهداه إلى أمير مكة وشريفها السيد محسن بن الحسين بن الحسن بن أبي نما الحسني، وذكر قصيدة العلاّمة عبد القادر الطبري، في مدح نسب شرفاء مكّة وجعل لكتابه مقدّمة وستّة أبواب، وقال: «جمعت في كتابي هذا زبدة ما دوّنوه ]المحدّثون[ وعمدة ما صحّحوه من ذلك وما اتقنوه وما رقموه في مؤلّفاتهم». ولا يزال الكتاب مخطوطاً وعندنا منه نسخة مصوّرة.
ذيل كشف الظّنون، ج2 ص708. عمده الطّالب، في أنساب آل أبي طالب 143. عبقات الأنوار حديث الثّقلين، ج2 ص702 رقم 158، وخلاصته ج1 ص282. الغدير، ج1 طبقات الرّواة من العلماء «القرن الحادي عشر» ص139 رقم 311.

وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى
لنور الدّين أبي الحسن عليّ بن القاضي عفيف الدّين عبدالله الحسني السّمهودي الشّافعي (844ـ911 هـ) صاحب «جواهر العقدين» المتقدم. وهذا الكتاب في تاريخ مدينة الرّسول، رتّبه في ثمانية أبواب، طبع بدار إحياء التراث العربي ببيروت.
معجم البلدان، ج3 ص255. مراصد الاطلاع، ج2 ص739. المقدّمة بقلم محمّد محيي الدّين عبد الحميد.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان
لابن خلكان أبي العباس أحمد بن محمّد بن أبي بكر الشافعي (608ـ681).
ولد بمدينة إربل ـ تعد من اعمال الموصل ـ ونشأ بها، تلمّذ عند والده ثمّ انتقل بعد موته إلى الموصل، وحضر دروس ابن يونس، ثمّ ذهب إلى حلب وقرء النّحو والفقه عند أساتذتها، وقدم دمشق واشتغل على ابن الصّلاح، وسافر إلى القاهرة وولى القضاء واشتغل بالتّدريس في المدرسة الفخريّة وعزل عن القضاء، وهاجر إلى الشّام وأصبح نائب قاضي قضاة دمشق ثمّ تولّى قضائها عشر سنين ودرّس في كثير من مدارس دمشق وتوفّى فيها ودفن في سفح جبل قاسيون، وكان في نهاية التعصّب ومغرماً بشعر يزيد بن معاوية، وقال في ذيل ترجمة أبو تميم معد المستنصر الفاطمي: توفي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجّة سنة سبع وثمانين وأربعمائة رحمة الله تعالى. قلت: وهذه اللّيلة هي ليلة عيد الغدير، أعنى ليلة الثامن عشر من ذي الحجّة وهو غدير خم، بضمّ الخاء وتشديد الميم، ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه اللّيلة: متى كانت من ذي الحجة، وهذا المكان بين مكة والمدينة، وفيه غدير ماء، ويقال: انّة غيضة هناك، ولمّا رجع النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من مكة ـ شرفها الله تعالى ـ عام حجّة الوداع، ووصل إلى هذا المكان وآخى عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه قال: عليٌ منّي كهارون من موسى اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. وللشيعة به تعلّق كبير، وقال الحازمي: هو واد بين مكّة والمدينة عند الجحفة غدير عنده خطب النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهذا الوادي موصوف بكثرة الرّخامة وشدّة الحرّ.
توجد نسخة خطّية منه في كتابخانه سبهسالار طهران، تحت رقم 8190، وهو مطبوع غير مرّة.
طبقات الشّافعيّة للسبكي، ج5 ص14. معجم البلدان، ج1 ص137. روضات الجنّات، ج1 ص320 رقم 113. دائرة المعارف الاسلاميّة ج1 ص157. الأعلام، ج1 ص212. الكنى والألقاب، ج1 ص273. نسسبنامه خلفاء وشهرياران ص145. وفيات الأعيان ج4 ص318 رقم 699. مقدّمة الكتاب بقلم محمّد محيى الدّين عبد الحميد.

وقعة صفين
للشّيخ أبي الفضل نصر بن مزاحم المنقري الكوفي البغدادي (120 تقريباً ـ 212). ولد ونشأ في الكوفة، ثم سكن بغداد وأخذ عن جماعة من المحدثين وأخذوا عنه، أثنى عليه ابن أبي الحديد وقال: «فهو ثقة، ثبت، صحيح النّقل غير منسوب إلى هوى ولا ادغال وهو من رجال أصحاب الحديث».
وذكره البخاري صاحب الصّحيح في رجاله وقال: «نصر بن مزاحم المنقري سكن بغداد، روى عنه أبو الصّلت، وابن الرّماح. وذكره الخطيب في تاريخ بغداد وسمّى من روى عنه ومن أخذ عنه. وذكره الشّيخ النجاشي، والطّوسي، والأردبيلي، وقالوا: كان مستقيم الطّريقة صالح الأمر.
قال ابن حجر في «لسان الميزان»: ذكره ابن حبّان في «الثّقات». وذكره الذّهبي، وقال: رافضيّ جلد، تركوه. وقال ياقوت: وكان عارفاً بالتّاريخ والأخبار، وسرد ابن النّديم في «الفهرست». وأبو علي في «منتهى المقال» والشّيخ الطّوسي في «الفهرست». والنّجاشي في «الرّجال»، أسماء عدّة من المصنّفات له ولم تحفظ لنا الأيّام من آثاره وتآليفه الاّ هذا كتاب «وقعة صفّين» وقد روى عنه ابن قولويه في «كامل الزّيارات» قال: روى نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد(1) عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: قال علي للحسين عليهما السّلام: «يا أبا عبد الله، أسوة أنت قدماً فقال: جعلت فداك ما حالي؟ قال: علمت ما جهلوا وسينتفع عالم بما علم. يا بني، اسمع وابصر من قبل أن يأتيك فو الذّي نفسي بيده ليسفكنّ بنو أميّة دمك، ثمّ لا يزيلونك عن دينك ولا ينسونك ذكر ربّك.
فقال الحسين: والذّي نفسي بيده، حسبي أقررت بما أنزل الله وأصدق قول نبي الله ولا اكذب قول أبي.
وروى عنه محمّد بن الحسن الصفّار في بصائر الدّرجات بسنده عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال: انّ الله أخذ ميثاق شيعتنا فينا من صلب آدم فنعرف بذلك حبّ المحبّ وان أظهر خلاف ذلك بلسانه، ونعرف بغض المبغض وان أظهر حبّنا أهل البيت.
وروى عنه الكليني في «الكافي» والشّيخ في «التّهذيب» وغيرهما، وعدّة الشيخ من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام.
وقال السيّد الخوئي: والذّي نظنّ انّ الشّيخ رآى روايته عن أبي جعفر عليه السّلام وظنّ انّه الباقر فعده من أصحابه… بل المراد به الجواد عليه السّلام.
وكتابه في وقعة صفين أحسن ما كتب في أخبار هذه الوقعة، وقد سبقه في هذا الموضوع محمّد بن زكريّا الغلابي كما ذكره النّديم.
وطبع الكتاب مرات، وقد استفدنا من طبعة مطبعة المدني للمؤسّسة السعودية بمصر.
فهرست النديم، الفنّ الأول من المقالة الثالثة ص106. روضات الجنات، ج8 ص165 رقم 730 تنقيح المقال ج3 ص269 رقم /12453. رجال النجاشي ص235. فهرست الشّيخ ص347 و759. رجال الشّيخ ص139 رقم 3. جامع الرّواة ج2 ص291. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص183 طبع مصر. تاريخ بغداد ج13 ص282 /7245. التاريخ للبخاري ج8 ق من 4 ص105 رقم /2356. ميزان الاعتدال ج4 ص253 /9045. لسان الميزان ج6 ص157 / 551. كامل الزّيارات، الباب الثالث والعشرون ص71 قربم 2. بصائر الدرجات ج6 باب 9 ص286 رقم 2. معجم رجال الحديث ج19 ص175 رقم 13030. الذريعة ج1 ص347 رقم 1820. مقدّمة الكتاب بقلم عبد السّلام محمّد هارون. أهل البيت عليه السّلام في المكتبة العربية بقلم السيد عبد العزيز الطباطبايي تراثنا العدد الخامس عشر ص80.

(1) قال الأميني: انّ الصّحيح، هو عمرو بن سعيد، وهو المدايني السّاباطي، الثّقة، الرّاوي عن الرّضا عليه السّلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *