الخمسة الطيّبة

الخمسة الطيّبة
روى الحمويني باسناده عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش نسبّح الله ونقدسه من قبل ان يخلق الله عزّوجلّ آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا الى اصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا الى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين، فجعل نصف في صلب أبي عبد الله، وجعل نصف آخر في صلب عمي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف، وخلق علي من النصف الآخر، واشتق الله تعالى لنا من أسمائه أسماء، فالله عزّوجل محمود وأنا محمّد، والله الأعلى، وأخي علي، والله الفاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، وأنا رسول الله وعلي وليّ الله»(1).
روى السيوطي وابن المغازلي باسنادهما عن ابن عباس قال: «سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأل بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، الاّ تبت عليّ فتاب عليه»(2).
روى أحمد والخطيب باسنادهما عن أبي هريرة، قال: «نظر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الى علي والحسن والحسين وفاطمة فقال: أنا حربٌ لمن حاربكم وسلمٌ لمن سالمكم»(3).
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن زيد بن أرقم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم «أنه قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حربٌ لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم»(4).
روى ابن عساكر باسناده عن علي عليه السّلام قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مثلي ومثل علي مثل شجرة أنا أصلها، وعلي فرعُها، والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطّيب الاّ الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعليٌّ بابها فمن أرادها فليأت الباب»(5).
روى محب الدين الطبري باسناده عن أبي سعيد في (شرف النبوة): «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: أوتيت ثلاثاً لم يؤتهن أحد ولا أنا، أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلك، وأوتيت زوجةً صديقةً مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجةً، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك، ولم أوت من صلبي مثلهما ولكنكم مني وأنا منكم»(6).
روى محمّد بن رستم عن ابن مسعود: «أنا ميزان العلم وعلي كفّتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمة من ذريتي عموده، توزن فيه أعمال المحبين والمبغضين لنا»(7).
وروى باسناده عن سعد بن أبي وقاص «أنا حربٌ لمن حاربكم وسلمٌ لمن سالمكم. قاله لعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، وعن أبي هريرة أنا حربٌ لمن حاربهم، وسلّم لمن سالمهم. يعني علياً وفاطمة والحسن والحسين»(8).
روى الهيثمي عن أبي سعيد الخدري: «أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فعدّهم في يده، فقال: خمسة: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين»(9).
روى محمّد صدر العالم باسناده عن عبادة بن الصامت: قال: «قال رسول الله: خير رجالكم علي، وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة»(10).
روى البدخشي باسناده عن أبي هريرة، قال: «نظر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الى علي والحسن والحسين وفاطمة، فقال: أنا حربٌ لمن حاربكم وسلم لمنسالمكم» وهو عند الترمذي عن زيد بن أرقم بلفظ: «أنا حربٌ لمن حاربتم وسلمٌ لمن سالمتم»(11).
روى الحمويني باسناده عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انه قال: «لما خلق الله تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجداً وركّعاً، قال آدم: يا رب هل خلقت أحداً ممن طين قبلي؟ قال: لا يا آدم، قال: فمن هؤلاء الخمسة الاشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك لو لا هم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من اسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار، ولا العرش ولا الكرسي، ولا السماء ولا الأَرض، ولا الملائكة، ولا الانس ولا الجن. فأنا المحمود وهذا محمّد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر، وهذه فاطمة وأنا الاحسان وهذا الحسن وأنا المحسن وهذا الحسين. آليت بعزّتي انه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض احدهم أدخلته ناري ولا أبالي.
يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي بهم أنجيهم وبهم أهلكهم، فإذا كان لك الّي حاجة فبهؤلاء توسل. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: نحن سفينة النجاة، من تعلق بها نجا ومن حاد عنها هلك، فمن كان له الى الله حاجة ليسأل بنا أهل البيت»(12).
قال محمّد صدر العالم: «اخرج الترمذي عن زيد بن ارقم وأحمد والطبراني والحاكم عن أبي هريرة، ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي وفاطمة، والحسن والحسين: أنا حربٌ لمن حاربكم، سلمٌ لمن سالمكم»(13).
قال محمّد بن طلحة الشافعي: «فانهم عشيرته وذريته، اما العشيرة فالأهل الأدنون وهم كذلك، وأما الذرية، فان اولاد بنت الرجل ذريته ويدل عليه قول الله تعالى عن إبراهيم (وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيَْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الُْمحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ)(14)فجعل الله تعالى هؤلاء المذكورين عليهم السلام من ذرية إبراهيم، ومن جملتهم عيسى، ولم يتصل بإبراهيم الاّ من جهة امه مريم.
وقد نقل ان الشعبي كان يميل الى آل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم فكان لا يذكرهم الاّ ويقول: هم ابناء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وذريته، فنقل ذلك ذلك عنه الى الحجاج بن يوسف وتكرر ذلك منه، وكثر نقله عنه، فأغضبه ذلك من الشعبي ونقم عليه فاستدعاه الحجّاج الى مجلسه، وقد اجتمع لديه أعيان المصرين الكوفة والبصرة وعلمائهما وقرّائهما، فلما دخل الشعبي عليه وسلم، فلم يبشّ به ولا وفاه حقه من الرد عليه، فلما جلس قال له: يا شعبي ما أمر يبلغني عنك؟ تقول في أبناء علي أنهم ابناء رسول الله وذريته، وهل لهم اتصال برسول الله الاّ بامهم فاطمة، والنسب لا يكون بالبنات وانما يكون بالابناء.
فأطرق الشعبي ساعة حتى بالغ الحجّاج في الانكار عليه، وقرع انكاره في مسامع الحاضرين والشعبي ساكت، فلمّا رأى الحجاج سكوته أتبعه ذلك في زيادة تعنيفه، فرفع الشعبي صوته، فقال: يا أمير ما أراك الاّ متكلماً كلام من يجهل كتاب الله تعالى أو سنّة رسوله أو من يعرض عنهما، فازداد الحجّاج غيظاً منه، قال: ألمثلي تقول هذا يا ويلك؟ قال الشعبي: نعم، هؤلاء قراء المصرين، حملة الكتاب العزيز وكلّ منهم يعلم ما اقول، أليس قد قال الله تعالى حين خاطب عباده باجمعهم بقوله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ). وقال: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) وقال عن إبراهيم (وَمِن ذُرِّيَّتِهِ)الى ان قال (وَعِيسَى).
افترى يا حجّاج اتصال عيسى بآدم وباسرائيل وبإبراهيم خليل الله بأيّ آبائه كان، او بأيّ اجداد أبيه، هل كان الاّ باُمّه مريم، وقد صح النقل عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال للحسن: «ان ابني هذا سيد» فلما سمع الحجّاج ذلك منه اطرق خجلا، ثم عاد يتلطف بالشعبي، واشتد حياؤه من الحاضرين. وإذا وضح ذلك فالعترة الطاهرة هم ذريته وابناؤه وعشيرته، فقد اجتمعت فيهم المعاني بأسرها»(15).

(1) فرائد السمطين ج1 ص41 رقم50.
(2) الدر المنثور ج1 ص60، والمناقب ص63 رقم89. ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص27.
(3) المسند ج2 ص442 وتاريخ بغداد ج7 ص137 رقم 35382.
(4) المستدرك على الصحيحين ج3 ص149، ورواه الذهبي في تلخيص المستدرك عن أبي هريرة وزيد بن ارقم، وابن المغازلي في المناقب ص64 رقم 90 عن أبي هريرة، والشنقيطي في كفاية الطالب ص42 مع فرق، والخوارزمي في المناقب الفصل الرابع عشر ص91.
(5) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص479 رقم 998 ورواه ابن حجر في لسان الميزان ج6 ص243 رقم855.
(6) الرياض النضرة ج3 ص219.
(7) تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص187، ورواه عن ابن عباس في مفتاح النجاء ص26.
(8) المصدر ص170.
(9) مجمع الزوائد ج9 ص167.
(10) معارج العلى في مناقب المرتضى ص49.
(11) نزل الأبرار ص8 ورواه ابن حبان عن زيد كما في موارد الظمآن رقم 2244.
(12) فرائد السمطين ج1 ص36 رقم1.
(13) معارج العلى في مناقب المرتضى ص150 مخطوط.
(14) سورة الانعام : 84 .
(15) مطالب السؤول مخطوط ص8.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *