عليٌ بشّره رسول الله بالشهادة

قادتنا كيف نعرفهم

تأليف
آية الله العظمى
السيّد محمّد هادي الحسيني الميلاني
(8 محرّم 1313 ـ 10 رجب 1395 هجريّة)

«الجزء الثالث»

تحقيق وتعليق
السيّد محمّد علي الميلاني

البابُ الثَالِث وَالثَلاَثُون: عليٌ (عليه السلام) وحنوّ رَسُول الله (ص)

1 ـ علي عليه السّلام، بشره رسول الله (ص) بالشّهادة.
2 ـ بكاء رسول الله (ص) لما يلقى علّي (ع) بعده.
3 ـ علي عليه السّلام، الشّهيد الوحيد.
4 ـ علي عليه السّلام، يقتله أشقى النّاس.
5 ـ علي عليه السّلام، والباكون عليه.

عليٌ بشّره رسول الله بالشهادة
قال علي عليه السلام: «انه لمّا أنزل الله سبحانه قوله: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ)(1) علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين أظهرنا فقلت: يا رسول الله، ما هذه الفتنة الّتي اخبرك الله تعالى بها؟ فقال: يا علّي انّ أمّتي سيفتنون من بعدي، فقلت: يا رسول الله، أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عني الشهادة فشق ذلك علي، فقلت لي: ابشر فانّ الشهادة من ورائك؟ فقال لي: انّ ذلك لكذلك فكيف صبرك اذاً؟ فقلت: يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر، وقال: يا علي ان القوم سيفتنون بأموالهم ويمنون بدينهم على ربهم ويتمنون رحمته ويأمنون سطوته ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والاهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية، والربا بالبيع قلت: يا رسول الله، فبأي المنازل أنزلهم عند ذلك، أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: بمنزلة فتنة»(2).
وروى محمّد بن رستم باسناده عن ابن عباس رضي الله عنه: «انّ الأمّة ستغدر بك من بعدي وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنّتي، من أحبّك أحبنّي ومن أبغضك أبغضني وان هذا سيخضب من هذا، يعني لحيته من رأسه، قاله لعلي»(3).
روى الهيثمي عن شرحبيل بن مرّة، قال: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي: أبشر يا علي حياتك معي وموتك معي»(4).
وروى بأسناده عن ثعلبة: «أنه قال علي عليه السلام على المنبر: والله انه لعهد النبي الأمي اليّ أنّ الأمّة ستغدر بي»(5).
وروى بأسناده عن علي قال: «أتاني عبدالله بن سلام وقد وضعت قدمي في الغرز فقال لي: لا تقدم العراق، فاني أخشى أن يصيبك بها ذباب السيف، قال عليّ: وأيم الله لقد أخبرني به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محارباً يخبر بذا عن نفسه»(6).
وروى عن أبي رافع: «انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي قبل موته: تبرىء ذمّتي وتقتل على سنتي»(7).
وروى الزرندي بأسناده عن علي بن أبي طالب: «انّه كان يقول: مما أسر إلي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لتخضبن هذه من هذا، وأشار إلى لحيته ورأسه»(8).
روى ابن عساكر بأسناده عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: «انك مستخلف ومقتول، وان هذه مخضوبة من هذه، يعني لحيته من رأسه»(9).
روى أبو نعيم بأسناده عن أنس بن مالك قال: «دخلت مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على علي بن أبي طالب نعوده وهو مريض، وعنده أبو بكر وعمر،فتحولت من مجلسي حتى جلس فيه النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال أحدهما لصاحبه: ما ارى هذا الاّ هالكاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: انّ هذا لن يموت الاّ مقتولا ولن يموت حتى يملأ غيظاً»(10).

(1) سورة العنكبوت: 1ـ2.
(2) نهج البلاغة، طبعة الدكتور صبحي الصالح، الخطبة 156 ص220.
(3) تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص169، ورواه البدخشي في نزل الأبرار ص29 أيضاً عن علي.
(4) مجمع الزوائد ج9 ص112. ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص71.
(5) المصدر ج9 ص137.
(6) المصدر ص138، ورواه ابن حبّان في موارد الظمان مع فرق يسير ص454، والزرندي في نظم درر السمطين ص136، وابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص279 رقم 1366 مع فرق يسير.
(7) مجمع الزوائد ج9، ص138.
(8) نظم درر السمطين ص136.
(9) ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج3 ص268 رقم 1445.
(10) أخبار أصبهان ج2 ص147.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *