سورة الغاشية

(سورة الغاشية)
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْن آنِيَة)(1).
قال علي بن إبراهيم: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) يعني قد أتاك يا محمّد حديث القيامة ومعنى الغاشية أي تغشى الناس (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ)وهم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لأميرالمؤمنين عليه السلام، وهو قوله: (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ) عملوا ونصبوا فلا يقبل منهم شيء من أفعالهم، تصلى وجوههم (نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْن آنِيَة) قال: لها أنين من شدة حرّها(2).
روى فرات الكوفي باسناده عن جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال: كلّ عدو لنا ناصب منسوب إلى هذه الآية (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْن آنِيَة)(3).
روى المحدث البحراني باسناده عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزّوجل: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) قال: الذين يغشون الأمامة. الحديث(4).
قال شرف الدين: «روي عن أهل البيت عليهم السلام حديث مسند في قوله عزّوجل (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ) انها التي نصب العداوة لآل محمّد، وأمّا (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ)(5) فهم شيعة آل محمّد»(6).
(إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)(7).
قال علي بن إبراهيم: (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ)يريد: مصيرهم (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)يريد: جزاؤهم(8).
روى فرات الكوفي باسناده عن صفوان، قال: «سمعت أبا الحسن يقول ان الينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم»(9).
روى شرف الدين باسناده عن الصادق عليه السلام في قوله (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) قال إذا حشر الله الناس في صعيد واحد، اجّل الله اشياعنا ان يناقشهم في الحساب. فنقول: الهنا هؤلاء شيعتنا. فيقول الله تعالى، قد جعلت أمرهم اليكم وقد شفعتكم فيهم وغفرت لمسيئهم، ادخلوهم الجنة بغير حساب(10).
روى المحدث البحراني باسناده عن سماعة، قال: «كنت قاعداً مع أبي الحسن الأول عليه السلام، والناس في الطوائف في جوف الليل، فقال لي يا سماعة الينا اياب هذا الخلق وعلينا حسابهم، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله تعالى حتمنا على الله في تركه لنا فاجابنا في ذلك وما كان بينهم وبين الناس استوهبنا منهم واجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عزّوجل»(11).

(1) سورة الغاشية: 1ـ5.
(2) تفسير القمي ج2 ص418.
(3) تفسير فرات الكوفي ص207.
(4) البرهان ج4 ص453 رقم 3.
(5) سورة الغاشية: 8ـ9.
(6) تأويل الآيات الظاهرة ص441.
(7) سورة الغاشية 25 ـ 26 .
(8) تفسير القمي ج2 ص419.
(9) تفسير فرات ص207.
(10) تأويل الآيات الظاهرة ص442.
(11) البرهان ج4 ص455.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *