بعض الأشعار في الغدير

بعض الأشعار في الغدير
منها: شعر حسّان بن ثابت الأنصاري، وقد تقدّم نصّه عن بعض الكتب، وقد ورد نصّه كذلك في الكتب المفصّلة في حديث الغدير عن ابن مردويه عن ابن عباس، وعن أبي نعيم الاصفهاني والديلمي والخوارزمي والحمويني وغيرهم عن أبي سعيد الخدري، وعن جماعة من أعلام القوم كالسيوطي وسبط ابن الجوزي وأبي عبدالله الكنجي الشافعي وغيرهم أنهم رووا الشعر المذكور في كبّهم مرسلين إيّاه إرسال المسلم الثابت.
ومنها: شعر قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، فإنّه قال بصفّين بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام:
قلت لمّا بغى العدوّ علينا *** حسبنا ربّنا ونعم الوكيل
وعلي إمامنا وإمامٌ *** لسوانا أتى به التنزيل
يوم قال النبي من كنت مولاه *** فهذا مولاه خطب جليل
إنّ ما قاله النبي على الاُمة *** حتم ما فيه قال وقيل
ومن رواته: الحافظ سبط ابن الجوزي الحنفي(1).
هذا، والأشعار في الغدير من الصحابة والتابعين وسائر العلماء في مختلف الطبقات من أهل المذاهب المختلفة، كثيرة جدّاً، أورد قسماً كبيراً منها الشيخ الأميني في كتابه (الغدير في الكتاب والسنّة والأدب).
وقال شيخنا العلامة الشيخ محمّد حسين الغروي الاصفهاني بهذه المناسبة:
عيد الغدير اعظم الأعياد *** كم فيه لله من الأيادي
اكمل فيه دينه المبينا *** ثم ارتضى الاسلام فيه دينا
بنعمة وهي اتم نعمة *** منها على النّاس به أتمّه
بنعمة الإمرة والولاية *** اقام للدين الحنيف راية
تظلّل العرش وما سواه *** والملأ الأعلى وما حواه
أبان للعلم بهذا العلم *** ما جل أن يخطر في التوهّم
وكيف وهو عند أهل المعرفة *** يعرب عن اعظم اسم وصفة
وهو مدار الغيب والشهود *** والقطب في دائرة الوجود
أبو العقول والنفوس الكاملة *** والمثل الأعلى لمن لا مثل له
وانّه لكعبة التوحيد *** قبلة كل عارف وحيد
لروحه المقدس المنيع *** ولاية التكوين والتشريع
اكرم بها ولاية لمن أتى *** في فضله الظاهر نص هل اتى
وهو ولي الأمر بالنص الجلي *** وعنده علم الكتاب المنزل
طار بفضله حديث الطائر *** الى سنام العرش والدوائر
ولا اباهي بحديث المنزلة *** فانّه دون مقام هو له
وما اتى إلى النبي الأمي *** كما اتاه في غدير خم
من آية في غاية التشديد *** حاوية للوعد والوعيد
آمرة بنصب من لولاه *** ما بلغ المبدء منتهاه
فأوقف القوم عن المسير *** في شدة الرمضاء والهجير
واتخذوا من الحدوج منبراً *** فقام بالتبليغ سيد الورى
لما رقى نبيّنا الحد وجا *** ثنى به إلى السما العروجا
ومذ تلاه الصنو راقيا بها *** أشرقت الأرض بنور ربها
فاجتمع البحران في الغدير *** واقترن السعدان في الأثير
واتصل القوسان في الوجود *** من مبدء الغيب إلى الشهود
فيه تجلت لأولى الكمال *** مراتب الجلال والجمال
ثم ابتدى بخطبة فصيحة *** بليغة بالغ في النصيحة
ابان في خطبته المفصلة *** ما لعلي من عظيم المنزلة
وقال للنّاس: ألست اولى *** بالمؤمنين كالعلّي الأعلى؟
قالوا: بلى والغدر في الفؤاد *** مكتمن كالنار في الرماد
فقال والوصي في يمناه *** من كنت مولاه فذا مولاه
فالمرتضى العلي قدراً رسمه *** مولاهم بكل معنى الكلمة
والنظم والترتيب في القول يفي *** بكونه احق بالتصرف
بل هو اقصى رتب الولاية *** ليس لها حدٌ ولا نهاية
فانّه مجلى صفات الباري *** في موضع الإيراد والاصدار
ونشأة التكوين والابداع *** منقادة لأمره المطاع
والقلم الأعلى ولوح الحكمة *** أم الكتاب وأبو الأئمة(2)

(1) تذكرة الخواص ص39.
(2) الأنوار القدسية ص13ـ15.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *