حديثُ: لا يجوز الصراط إلاّمن معه كتابُ ولاية عليٍّ

* حديثُ: لا يجوز الصراط إلاّمن معه كتابُ ولاية عليٍّ:
ونذكر بعض ما ورد في هذا الباب:
1 ـ حديث أمير المؤمنين… رواه الحافظ أبو الخير الحاكمي الطالقاني، قال: «وبه قال الحاكم… وعن عليّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم: إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنّم، ما جازها أحد حتّى كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب»(1).
2 ـ حديث الإمام جعفر بن محمّد الصادق… رواه مالك بن أنس، عنه، عن آبائه، عن عليّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، قال: «إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنّم، لم يجز أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب».
روى هذا الحديث: شيخ الإسلام الحمويني(2) بسنده، عن الحافظ البيهقي، عن الحاكم النيسابوري بسنده، عن إبراهيم بن عبداللّه الصاعدي، عن ذي النون المصري، عن مالك بن أنس، عن جعفر بن محمّد…(3).

أقول:
وهذا الحديث أيضاً لا مجال للطعن في سنده، ولذا ذكره بعض المتعصّبين ووصفه بكونه «خبراً باطلاً متنه»(4)، وادّعى بعضهم أنّ راويه «إبراهيم بن عبداللّه الصاعدي»، «متروك الحديث»(5)، لكنّه جرحٌ بلا ذِكر سبب، وما هو إلاّ رواية مثل هذا الحديث….
هذا، وقد تابعه «الهيثم بن أحمد الزيداني»، قال الحافظ أبو نعيم: «حدّث سوار بن أحمد، ثنا علي بن أحمد بن بشر الكسائي، ثنا أبو العبّاس الهيثم بن أحمد الزيداني، ثنا ذو النون بن إبراهيم المصري، ثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم: إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على ظهراني جهنّم، لا يجوزها ولا يقطعها إلاّ من كان معه جواز بولاية علي بن أبي طالب»(6)
3 ـ حديث أنس بن مالك… قال الفقيه ابن المغازلي: «أخبرنا أحمد ابن محمّد بن عبدالوهّاب ـ إذناً ـ، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي، قال: حدّثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بلبل، حدّثنا أبو القاسم الطائي، حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابي، حدّثني العبّاس بن بكّار، عن عبداللّه بن المثنّى، عن عمّه ثمامة بن عبداللّه بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللّه: إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنّم، لم يجز إلاّ من معه كتاب ولاية عليّ بن أبي طالب»(7).
4 ـ حديث عبداللّه بن مسعود… رواه عنه الحسن البصري؛ روى الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي بإسناده، عن الحسن البصري، عن عبداللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم: «إذا كان يوم القيامة، يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس ـ وهو جبل قد علا على الجنّة، وفوقه عرش ربّ العالمين، ومن سفحه تتفجّر أنهار الجنّة وتتفرّق في الجنان ـ وهو جالس على كرسي من نور، يجري بين يده التسنيم، لا يجوز أحد الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف على الجنّة، فيدخل محبّيه الجنّة ومبغضيه النار»(8).
5 ـ حديث عبداللّه بن عبّاس… رواه عنه سعيد بن جبير؛ رواه الحافظ الحاكم الحسكاني، وقد تقدّم نصّه قريباً….
ورواه عنه مجاهد؛ رواه ابن المغازلي، عن الغندجاني بسنده، عن طريق السدّي إلى يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم: «عليّ يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنّة إلاّ من جاء بجواز من عليّ بن أبي طالب»(9).
ورواه عنه طاووس؛ قال ابن عساكر: «قال الخطيب: وأنبأنا أبو نعيم الحافظ: أنبأنا أبو بكر محمّد بن فارس المعبدي ببغداد، حدّثني أبي فارس بن حمدان بن عبدالرحمن، حدّثني جدّي، عن شريك، عن ليث، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عبّاس، قال: قلت للنبيّ: يا رسول اللّه! للنار جواز؟! قال: نعم. قلت: وما هن؟! قال: حبّ عليّ بن أبي طالب»….
قال ابن عساكر: «قال الخطيب: سألت أبا نعيم عنه فقال: كان رافضياً غالياً في الرفض، وكان أيضاً ضعيفاً في الحديث. قال الخطيب: محمّد بن فارس بن حمدان… أبو بكر العطشي، ويعرف بالمعبدي…»(10).
6 ـ حديث أبي بكر بن أبي قحافة… قال الحافظ محبّ الدين الطبري: «ذِكر اختصاصه بأنّه لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له عليّ الجواز؛ عن قيس بن أبي حازم، قال: التقى أبو بكر وعليّ بن أبي طالب. فتبسّم أبو بكر في وجه عليّ. فقال له: ما لك تبسّمت؟ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم يقول: لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له عليّ الجواز. أخرجه ابن السمّان في كتاب الموافقة»(11).

أقول:
ذكر الحافظ ابن حجر «قيس بن أبي حازم» ووثّقه، وجعل عليه علامة الكتب الستّة؛ قال: ويقال: له رؤية(12).

(1) كتاب الأربعين المنتقى من مناقب علي المرتضى: الباب الثالث والثلاثون الحديث رقم 40.
(2) تقدّم موجز ترجمته.
(3) فرائد السمطين 1 : 289.
(4) ميزان الاعتدال 1 : 443.
(5) الموضوعات ـ لابن الجوزي ـ 1 : 399.
(6) أخبار أصبهان 1 : 341.
(7) مناقب عليّ بن أبي طالب: 242 / 289.
(8) المناقب للخوارزمي: 71 / 48.
(9) مناقب علي بن أبي طالب: 119 / 156.
(10) تاريخ مدينة دمشق 42 : 244. تاريخ بغداد 3 : 161.
(11) ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: 131.
(12) تقريب التهذيب 2 : 127.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *