قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك)

قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك)(1)

ثمّ قال السيّد:
«ولا غرو، فإنّ ولايتهم ممّا بعث اللّه به الأنبياء، وأقام عليه الحجج والأوصياء، كما جاء في تفسير قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)».

فقال في الهامش:
«حسبك ما أخرجه في تفسيرها أبو نعيم الحافظ في حليته وما أخرجه كلّ من الثعلبي والنيسابوري والبرقي في معناها من تفاسيرهم، وما رواه إبراهيم بن محمّد الحمويني وغيره من أهل السُنّة، ودونك ما رواه أبو علي الطبرسي في تفسيرها من مجمع البيان عن أمير المؤمنين عليه السلام، وفي الباب 44 والباب 45 من غاية المرام سنن في هذا المعنى تثلج الأُوام»(2).

فقيل:
«قوله: وسيسأل الناس عن ولايتهم يوم يبعثون، كما جاء في تفسير قوله تعالى: (وقفوهم إنّهم مسؤولون)؛ ويستند في ذلك إلى ما رواه الديلمي في مسند الفردوس وما ورد في تفسير الواحدي، ومجرّد العزو إلى كليهما ممّا لا تقوم به حجّة عند أهل العلم، بل لا بُدّ من صحّة النقل، وهذا القول في سبب نزول الآية، أو في توجيه معناها، ممّا لم يقل به مَن يُحتجُّ برأيه، وما يفسّر القرآن بمثل هذا إلاّ زنديق ملحد، متلاعب بالدين، قادح في الإسلام، أو جاهل لا يدري ما يقول!!
وسياق الآيات في قريش، وهي نصٌّ في المشركين المكذّبين بيوم الدين، فهؤلاء يُسألون عن التوحيد والإيمان، ولا مدخل لحبّ عليٍّ ولا لولايته في سؤال هؤلاء… قال اللّه تعالى: ـ الزخرف: 45 ـ (وإنّه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون * واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يُعبدون)….
واضح من سياق الآية أنها تتحدّث عن الإيمان بالوحي والقرآن. أمّا موضوع السؤال فهو مذكور في الآية وهو قوله تعالى: (أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) فأيّ مدخل لعليٍّ ـ رضي اللّه عنه ـ؟! وهل يفسّر القرآن الكريم بمثل هذا الهراء؟!
وقد ردّ الإمام ابن تيمية على هذا الاستدلال بما لا مزيد عليه، فراجعه في (منهاج السُنّة 4 / 45).
هذا، ويشير في حاشيته إلى رواية ضعيفة لا يحتجّ بها، وهي حديث ابن مسعود: قال لي رسول اللّه: يا عبداللّه! أتاني ملك فقال: يا محمّد! سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ماذا بعثوا؟ قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب.
ورمز له ابن عراق برمز الحاكم.
قلت: (أي ابن عراق): لم يبيّن علّته.
وقد أورده (أي ابن حجر) في زهر الفردوس من جهة الحاكم، ثمّ قال: ورواه أبو نعيم وقال: تفرّد به علي بن جابر، عن محمّد بن فضيل.
وعلي بن جابر ما عرفته.
(تنزيه الشريعة 1 / 397).
وراجع ترجمة محمّد بن فضيل في المراجعة 16».

(1) سورة الزخرف 43 : 45.
(2) المراجعات: 30 ـ 31.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *