10 ـ دفاعه عن الخوارج

10 ـ دفاعه عن الخوارج
وكذا دفاعه عن الخوارج، ومدحه لهم، وتفضيلهم على الشيعة، والمعارضة والإستشهاد بكلامهم… كثير جدّاً…
كقوله ـ في جواب قول العلاّمة عن علي عليه السّلام: «وظهرت منه معجزات كثيرة… حتى ادّعى قوم فيه الربوبية وقتلهم» ـ:
«فإن جاز أن يقال: إنما ادّعيت فيه الإلهية لقوة الشبهة، جاز أن يقال: إنما ادّعي فيه الكفر لقوة الشبهة، وجاز أن يقال: صدرت منه ذنوب اقتضت أن يكفّره بها الخوارج. والخوارج أكثر وأعقل وأدين من الذين ادّعوا فيه الإلهية…
فالخوارج من أعظم الناس صلاة وصياماً وقراءة للقرآن، ولهم جيوش وعساكر، وهم متديّنون بدين الإسلام باطناً وظاهراً…»(1).
وكقوله ـ في أنّ السّيف كان مسلولا في زمان على بخلاف المتقدّمين عليه ـ «وإنما كان السيف مسلولا في خلافة علي، فإن كان هذا قدحاً فالقدح يختص بمن كان السيف في زمانه بين الامّة، وهذه حجّة للخوارج.
وحجّتهم أقوى من حجّة الشيعة، كما أن سيوفهم أقوى من سيوف الشيعة; ودينهم أصح، وهم صادقون لا يكذبون»(2).
وكقوله: «والخوارج.. أصدق من الرافضة وأدين وأورع، بل الخوارج لا ـ نعرف عنهم أنهم يتعمّدون الكذب، بل هم من أصدق الناس»(3).
وكقوله: «الخوارج أعقل وأصدق وأتبع للحق من الرافضة… الرافضة… كثير من أئمّتهم وعامّتهم زنادقة ملاحدة»(4).
أقول:
وكما وصف «الخوارج» بأنهم «أصدق الناس وأعقلهم» فقد وصف «الشيعة» بأنهم «أكذب الناس وأجهلهم» في غير موضع.
قال في العلاّمة: «ولا ريب أن هذا الرافضي الجاهل الظالم يبني أمره على مقدّمات باطلة، فإنّه لا يعلم في طوائف أهل البدع أوهى من حجج الرافضة، بخلاف المعتزلة ونحوهم، فإنّ لهم حججاً وأدلّة قد تشتبه على كثير من أهل العلم والعقل. وأما الرافضة فليس لهم حجة قط تنفق إلاّ على جاهل أو ظالم صاحب هوى، يقبل ما يوافق هواه، سواء كان حقّاً أو باطلا.
ولهذا يقال فيهم: ليس لهم عقل ولا نقل، ولا دين صحيح ولا دنيا منصورة.
وقالت طائفة من العلماء: لو علّق حكماً بأجهل الناس لتناول الرافضة، مثل أن يحلف: إني اُبغض أجهل الناس، ونحو ذلك»(5).
وقال في عموم الشيعة أيضاً: «إن العقلاء وأهل العلم بالنقل يعلمون أنه ليس في فرق المسلمين أكثر تعمّداً للكذب وتكذيباً للحق من الشيعة. بخلاف غيرهم، فإن الخوارج ـ وإن كانوا مارقين ـ فهم يصدقون…»(6).
وقال أيضاً: «لكنّ الرافضي ـ يقصد العلاّمة ـ أخذ ينكت على كلّ طائفة بما يظنّ أنه يجرحها به في الاصول والفروع، ظانّاً أن طائفته هي السليمة من الجرح.
وقد اتّفق عقلاء المسلمين على أنه ليس في طائفة من طوائف أهل القبلة أكثر جهلا وضلالا وكذباً وبدعاً، وأقرب إلى كلّ شر، وأبعد عن كلّ خير، من طائفته»(7).

(1) منهاج السنة 4/37ـ38.
(2) منهاج السنة 6/344.
(3) منهاج السنة 7/36.
(4) منهاج السنة 7/260.
(5) منهاج السنة 7/172ـ173.
(6) منهاج السنة 8/250.
(7) منهاج السنة 2/607.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *