3 ـ دفاعه عن بني اُميّة

3 ـ دفاعه عن بني اُميّة
وقد أكثر من الدفاع عن بني اُميّة والمدح لهم،… فاقرأ كلامه الآتي:
«فإن بني اُميّة تولّوا على جميع أرض الإسلام، وكانت الدولة في زمنهم عزيزة».
أمّا «الأئمة الإثنا عشر» فأيّ عزٍّ للإسلام منهم؟: «فأيّ عزّ للإسلام بهؤلاء الاثني عشر على زعمهم»؟
وهل كان في بني اُميّة ما يُقدح به فيهم وينقم به عليهم؟
يجيب ابن تيمية: «وأعظم ما نقمه الناس على بني اُميّة شيئان: أحدهما: تكلّمهم في علي. والثاني: تأخير الصّلاة عن وقتها»(1).
أقول:
فاقرأ واحكم!!
ويقول في موضع آخر: «ثم السنّة كانت قبل دولة بني العبّاس أظهر منها وأقوى في دولة بني العبّاس».
أي: فكانت «السنّة» في دولة «بني اُميّة» أقوى منها في دولة «بني العبّاس».. لماذا؟ يجيب بلا فصل: «فإن بني العبّاس دخل في دولتهم كثير من الشيعة وغيرهم من أهل البدع»(2).
ويدافع عن بني اُميّة بإنكاره نزول الآية (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ)فيهم، ويجعل تفسيرها بذلك من تحريفات الشيعة للقرآن الكريم، يقول: «الذين أدخلوا في دين الله ما ليس منه وحرّفوا أحكام الشريعة، ليسوا في طائفة أكثر منهم في الرافضة، فإنّهم أدخلوا في دين الله من الكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما لم يكذبه غيرهم، وردّوا من الصّدق مالم يردّه غيرهم، وحرّفوا القرآن تحريفاً لم يحرّفه غيرهم. مثل قولهم: إنّ قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمه في الصّلاة… (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ) هم بنو أُمية…»(3).
أقول:
الشجرة الملعونة في القرآن والسنّة: بنو اُميّة، كما في المستدرك 4/527، تاريخ الخطيب 9/44، 8/280، الفخر الرازي والخازن والسيوطي بتفسير الآية… بل هو إجماع المفسرين كما في تاريخ أبي الفداء 3/115.
ولعن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مروان وأباه خاصّةً كما في الحديث، أخرجه أحمد في المسند 3/88، والحاكم 4/528. وقال ابن عبد البر بترجمته: «كان يقال له خيط باطل». وقال الذهبي في الميزان: «له أعمال موبقة، رمى طلحة بسهم، وفعل ما فعل».

(1) منهاج السنة 8/238ـ239.
(2) منهاج السنة 4/130.
(3) منهاج السنة 3/403ـ405.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *