المناقشات

المناقشات
قبل كلّ شيء ، لم يذكر هذا المحقق دليلا على ما ادّعاه من كون المعنى الحرفي عبارةً عن العرض النسبي .
ثم :
1 ـ إذا كان معنى الحرف عبارةً عن العرض النسبي ، فأين الأعراض النسبية لحروف التشبيه والعطف والنداء ؟ وقوله بوجود هذا المعنى إلاّ أنّا لا نعرفه بالضّبط ، غير مفيد ، لأنّ الأعراض النسبيّة كمقولة الأين والإضافة والجدة … معروفة ، فلماذا لا نعلم بالعرض النسبي في مثل كأنّ زيداً أسد ، ومثل : يا زيد … ؟
إن الحقيقة أن هذه الحروف ليس معناها هو العرض النسبي .
2 ـ ماذكره من أنّ المعنى الحرفي متقوّم ماهيّةً ووجوداً بالغير ، فيه : إن كلّ عرض مستقل ماهيّةً ومحتاج إلى الغير وجوداً ، من غير فرق بين النسبي وغيره .
3 ـ إنّ العرض النسبي نفسه معنىً اسمي ، ففي ( الأسفار )(1) في مبحث الأين ، في نقض تعريف هذه المقولة بنسبة الشيء إلى المكان ، قال ما معناه : ينبغي أنْ نقول بأنّ مقولة الأين هي الهيئة الحاصلة للشيء ، والهيئة معنى اسمي ، ثم قال : فمقولة الأين عبارة عن الهيئة الحاصلة بالاضافة .
فجميع الأعراض النسبية من مقولة الجدة والوضع … هيئات حاصلة ، والهيئات معان مستقلة ، والحال أن المعنى الحرفي غير مستقل .
4 ـ ماذكره في ليت ولعلّ ، فيه : إن التشوق صفة نفسانيّة وليس بنسبة ، غاية الأمر ، هو صفة نفسانية ذات تعلّق وإضافة إلى الغير ، مثل الحب والبغض .
5 ـ وماذكره في « الأين الإبتدائي » و « الأين الإنتهائي » مخدوش ، لأنّ « الأين » هي الهيئة الحاصلة للشيء من الإضافة إلى المكان ، فلا ابتداء لها ولا انتهاء ، نعم ، لكلّ « أين » إضافة اخرى ، ففي « من » إضافة ابتدائية ، وفي « إلى » إضافة انتهائية ، لكنّ كليهما من مقولة الأين … فجعل « من » للأين الإبتدائي ، و « إلى » للأين الإنتهائي غير معقول .
قال شيخنا الاستاذ :
هذا كلّه بناءً على أن مسلكه في معنى الحرف هو العرض النسبي .
لكن كلماته مشوّشة …

(1) الأسفار 4/215 ط مكتبة المصطفوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *