تحقيق في الخارجين مع ابن زياد

تحقيق في الخارجين مع ابن زياد
وهنا تحقيقٌ في أحوال الخارجين مع ابن زياد ورجال جيش ابن سعد، وذلك: أنّ عدداً منهم قد التحق بالإمام عليه السلام واستشهد بين يديه، فالذي نظنّه أنّ هؤلاء على قسمين:
فمنهم: من كان مع ابن سعد وقد خرج لقتال الإمام عليه السلام، غير إنّه تاب وتحوّل إلى جيشه واستشهد معه… وهؤلاء جماعة، أشهرهم: الحرّ بن يزيد الرياحي.
ومنهم: جماعة لم يمكنهم الالتحاق بالإمام من أوّل الأمر، للإجراءات التي اتّخذها ابن زياد بالكوفة، فلم يجدوا سبيلا إلاّ الخروج مع ابن سعد، ولو تخلّفوا لأُخِذوا وقُتلوا، فكان خروجهم مع جيش العدوّ فرصةً للالتحاق بالإمام عليه السلام; وقد وقفنا على أسماء عدد من هؤلاء الّذين تمكّنوا من الوصول إلى الإمام عليه السلام:
* ففي ترجمة «القاسم بن حبيب بن أبي بشر الأزدي» ـ وكان فارساً من فرسان الشيعة في الكوفة ـ : «خرج مع ابن سعد، فلمّا صار في كربلاء مال إلى الحسين عليه السلام أيّام المهادنة، وما زال معه حتّى قُتل بين يديه في الحملة الأُولى»(1).
* وبترجمة «عمرو بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الضبعي التميمي»: «كان فارساً مقدَّماً في الحروب، خرج مع ابن سعد، ثمّ ازدلف إلى الإمام…»(2).
* وكذا بترجمة «عمرو بن عبداللّه الهمداني الجندعي»(3).
* وكذا بترجمة «ضرغامة بن مالك»(4).
* وأوضح من الكلّ ما جاء بترجمة «الحلاس بن عمرو الأزدي الراسبي»: «كان على شرطة أمير المؤمنين في الكوفة، وكان هو وأخوه النعمان مع عمر بن سعد، ثمّ تحوّلا إلى معسكر الإمام ليلا»(5).
* وما جاء بترجمة «مسعود بن الحجّاج التميمي» وابنه «عبدالرحمن»: «كانا من الشيعة المعروفين، خرجا إلى الحسين أيّام المهادنة، وكانا في بداية الأمر مع ابن سعد، فازدلفا إلى الإمام وقُتلا بين يديه…»(6).
وبما ذكرنا يظهر أنّ هناك قسماً آخر، وهم الّذين خرجوا مع ابن سعد قاصدين الالتحاق بالإمام عليه السلام كذلك، إلاّ أنّهم لم يوفَّقوا لذلك ولم يباشروا عملا ضدّ الإمام… واللّه العالم.

***

(1) إبصار العين في أنصار الحسين: 186.
(2) انظر: مناقب آل أبي طالب 4 / 85، إبصار العين في أنصار الحسين: 194.
(3) إبصار العين في أنصار الحسين: 136.
(4) إبصار العين في أنصار الحسين: 199.
(5) انظر: مناقب آل أبي طالب 4 / 122، إبصار العين في أنصار الحسين: 187.
(6) انظر: مناقب آل أبي طالب 4 / 122، إبصار العين في أنصار الحسين: 193 ـ 194.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *