رواية مسلم بن الحجاج النيسابوري

رواية مسلم بن الحجاج النيسابوري:
ثم يقول «الدكتور»:
«أما الإمام مسلم، فقد ذكر أربع روايات لهذا الحديث الشريف، نثبتها هنا كما جاءت في صحيحه، وكلّها عن زيد بن أرقم، في باب فضائل علي بن أبي طالب. كتاب فضائل الصّحابة، رضي اللّه عنهم، والرّوايات هي:
1 ـ حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلّد جميعاً عن ابن عليّة. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيّان، حدثني يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[وسلّم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصلّيت خلفه. لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم. قال:
يا ابن أخي، واللّه لقد كبرت سنّي، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم. فما حدّثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه. ثم قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً، بين مكة والمدينة، فحمد اللّه وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال: أما بعد، ألا أيّها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب اللّه، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به. فحثّ على كتاب اللّه ورغّب فيه. ثم قال: وأهل بيتي. أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصّدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كلّ هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
2 ـ وحدثنا محمد بن بكّار بن الريّان، حدثنا حسّان (يعني ابن إبراهيم) عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم. وساق الحديث بنحوه، بمعنى حديث زهير.
3 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل. ح وحدثنا إسحاق بن ابراهيم، أخبرنا جرير، كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإسناد، نحو حديث إسماعيل. وزاد في حديث جرير: كتاب اللّه فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلّ.
4 ـ حدثنا محمد بن بكار بن الريّان، حدثنا حسان (يعني ابن إبراهيم) عن سعيد (وهو ابن مسروق) عن يزيد بن حيّان، عن زيد بن أرقم قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيراً، لقد صاحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم، وصلّيت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبي حيّان، غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين، أحدهما: كتاب اللّه عزّوجل، وهو حبل اللّه، من اتّبعه كان على هدى ومن تركه كان على ضلالة. وفيه: فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا وأيم اللّه، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلّقها، فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده».
أقول:
ذكر نصوص روايات مسلم، ولم يتكلّم هنا بشيء حول أسانيدها.
ثم قال:
«رابعاً: مسند الإمام أحمد وروايته عن زيد بن أرقم: ذكر الإمام أحمد في مسنده سبع روايات لحديث الثقلين، احداها عن زيد بن أرقم، وهي تتفّق مع ما رواه الإمام مسلم…».
فذكر رواية أحمد المتفقة مع ما رواه مسلم… .
وبالنسبة إلى أسانيد هذه الروايات قال: «رأينا فيما سبق ما رواه الإمامان مسلم وأحمد عن زيد بن أرقم، وهذا لا خلاف حول صحّته» لكنّه ـ مع ذلك ـ ينسب إلى ابن الجوزي القول بأنَّ الحديث من الأحاديث الموضوعة، ثمّ يتفضّل فيقول: «وإن كانت الروايات في جملتها كما يبدو لنا لا تجعل الحديث ينزل إلى درجة الموضوع»(1).
أقول: صارت زحمة(2)!!
وسيتبيّن لك حقيقة الأمر… فانتظر… .

(1) أنظر: 24.
(2) مثل عراقي، يضربُ لمن يدلي بشيء من الحق ـ لا كلّه ـ ويجعل نفسه متفضّلا!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *